حذر المتدخلون خلال الملتقى الدولي الخامس "تصوف ثقافة موسيقى" الذي انطلقت فعالياته أمس الأحد بتيزي وزو، من خطورة الترويج لبعض الفتاوى التي تحدث ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، داعين إلى ضرورة الإعتماد على المفهوم الحقيقي لهذه الفتاوي لا سيما الروحية منها التي اعتبروها بمثابة سلم حيوي لتدرج طبقات التطور الداخلي للإنسان ولاكتماله الروحاني الذي يمكننا استشفاف صورته عبر المثل القرآني للفتية الذين قاموا باللجوء إلى الكهف والإستغراق في نعاس دام ثلاثة مائة سنين وازدوادوا تسعا اتقاء لاضطهاد الامبروطور الروماني دسوس أوفيوس وكبيان للمقاومة السلبية في وجه تعسف الرجال والمؤسسات. وكان توفيق بن عامر من المعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة بتونس قد أكد ل"الفجر" على هامش هذا الملتقى الذي حمل موضوع القوة الروحية في الطريقة الرحمانية، أنه يستوجب تحديد معايير سياسية لممارسة الفتوى مثلما هو معمول به في تونس، مركزا على تجليات الفتوة الرحمانية معتبرا إياها طريقة صوفية أصلية، والتي لعبت أدوارا رائدة ومشرفة والتي كان قد عرفها الشعب التونسي عن طريق المعمرين عبر الشمال الغربي، كما كانت هناك زوايا عديدة أسسها الشيخ الرحماني. كما تطرق إلى تناقض الفتاوى في العالم الإسلامي مؤكدا أن الأمر يستدعي إعادة النظر والمراجعة في تفاصيل الفتوى في الفكر الإسلامي التي ترتبط ممارستها بشروط يجب مراعاتها، قائلا إن الإفتاء الفردي قد انتهى عهده مضيفا أن الأمر يستدعي تنصيب مجلس متعدد التخصصات، وأن المفتي الحقيقي يجب أن يكون مجتهدا وأن يكون عارفا بشؤون العصر، ويستعين بعارفين آخرين بالإعتماد على هيئة ومؤسسة. كما نفى أن تنسب العمليات الإرهابية إلى الطرق والفتاوى الصوفية ولا مع شيوخها وزواياها. في حين ذهب الدكتور الجندي من كلية دار العلوم بجامعة المنيا بمصر إلى التركيز على دور الولاية الصوفية من رؤية تحليلية، مشيرا إلى دور علاقة المريد بالشيخ وواجبات المريد نحو شيخه والشيخ نحو مربيه، وكذا تحديد واضح لطبقات المجتمع الصوفي، كما عرض إلى نقص النظريات المعروفة بالولاية من حيث تحديد معناها اللغوي والإصطلاحي أولا، تم بيان الأدلة الشرعية التي تحدد مكانة الوالي لدى الصوفية مع استعراض محدود لطبقات الوالي والقطب عند الصوفية المتمثل في الحقيقة المحمدية عن الشيخ محي الدين بن عرابي، وكذلك نظرة الإنسان الكامل عند الشيخ عبد القار الجيلاني. كما أضاف بخصوص التناقض في البعض من الفتاوي أن الأمر يستدعي التحرك، خاصة أن مثل هذا لمجال له رجال ومختصون.. لكن الموسف اليوم نحن نجد فتاوي قادمة من مختلف الفضائيات، معتبرا الأمر بمثابة مرض على مستوى الساحة الإسلامية، مؤكدا أن ربط الفتاوى بالعمليات الإرهابية مجرد ترويج. ويذكر أن هذا اللقاء سيتواصل إلى غاية 17 ديسمبر الجاري بمشاركة عدة دول أوروبية وعربية، إلى جانب عدد من ولايات الوطن والذي أشرف على تنظيمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.