نسبت تقارير صحافية مصرية إلى مصدر مقرب من عائلة الرئيس المخلوع حسني مبارك أن الأخير دخل في مرحلة هذيان منذ أكثر من ثلاثة أيام ويطالب بأشياء تعود إلى حقبة توليه منصب الرئاسة. ونقل هذا المصدر عن أطباء المركز الطبي العسكري بالمعادي -حيث يقبع مبارك- أن الأخير طلب منهم عدة مرات -أثناء هذا الهذيان- أن يطردوا (الإخوان) من القصر الجمهورى فورًا، وأن يودعوهم السجون حتى يعود إلى القاهرة. وتقول صحيفة (روز اليوسف) استنادًا إلى المصادر نفسها أن مبارك طلب من الأطباء عدة مرات بأن يُحضروا إليه طبيبه الألماني مارك بوشيلر، بينما تشعر قرينته سوزان ثابت بالحرج الشديد من تصرفات مبارك التي تبدو مثل عناد الأطفال في بعض الأحيان وأنها شددت على الأطباء عدة مرات ألا يكشفوا لأي جهة كانت الحالة التي يوجد عليها وأن يعلنوا أنه في حالة نفسية سيئة؛ بسبب ظروف حبسه. وأشار المصدر إلى أن الأمر أصبح يقلق الأطباء بشدة وأنهم دعوا إلى إجراء فحص طبي من أطباء المخ والأعصاب المتخصصين للبت في الموضوع خشية أن تكون الأزمة الطبية الأخيرة قد تسببت في مهاجمة مراكز اليقظة والإدراك الزمني والمكاني في مخ مبارك. وفي السياق نفسه نفى مصدر طبي مطلع ما تردد أن مبارك أخذ حقنة طبية جعلته يفقد وعيه مما اضطر أطباء المستشفى الشرطي لسجن مزرعة طرة إلى نقله فورا إلى المستشفى العسكري. من جهة أخرى، رفض أطباء المركز الطبي العسكري بالمعادي السماح للمخلوع بالاتصال من المستشفى بابنيه علاء وجمال في محبسيهما في سجن المزرعة واعتذورا له بهدوء وأخبروه أن التعليمات لديهم تقضي بعدم السماح له باستخدام أية وسيلة اتصال بالعالم الخارجي؛ مما تسبب في ثورة حادة من جانبه، وأنه طلب منهم الاتصال بالسيد عمر سليمان رئيس المخابرات حتى ينقله فورا إلى المركز الطبي العالمي الذي كان مرتاحا فيه. ويرى الكثير من المتابعين للأوضاع في مصر أن ما أثير حول التدهور الحاد في حالته الصحية إبان وجوده في مستشفى السجن، كان يهدف إلى إيجاد ذريعة إلى نقله بعيدًا عن السجن إلى حين الطعن في الحكم الصادر ضده. كما أشاروا إلى أن إشاعة وفاة مبارك الأخيرة كانت مفبركة بهدف إلهاء جماهير المصريين المحتشدين بميدان التحرير والميادين المختلفة لرفض الإعلان الدستوري المكمل الذي ينتزع الكثير من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويقوي شوكة المجلس العسكري. وقد عانت جماعة الإخوان المسلمين، كما هو حال سائر التيارات الإسلامية، أشد المعاناة في حقبة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكانوا دائمًا ما يتعرضون لحملات اعتقال غير مبررة، فضلا عن الحظر الرسمي الذي كان مفروضا على أنشطة الجماعة. إلى ذلك، نشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن الرئيس المنتخب محمد مرسي يواجه عدة مشكلات؛ أهمها الاقتصاد الضعيف، والبيروقراطية، والقوى السياسية التي تتمنى له الفشل. وقالت الصحيفة في تقرير لها: (الرئيس المصري الجديد ينبغي أن يكون قادرًا على اتخاذ خطوات ضرورية للتغيير وعد بها الثورة المصرية، كما أن بعض البنود في سيرته الذاتية توحي بأنه قد يبرز كشخصية قيادية تتمكن من تحقيق طموحات المصريين الذين انتخبوه). وأضافت: (الرئيس مرسي تنتظره مهمة شاقة متمثلة في النهوض بالاقتصاد المصري الضعيف، وقيادة الدولة في فترة صعبة، ورفع مستوى البنية التحتية وإصلاح بيروقراطيتها, بالإضافة إلى وجود قوى سياسية تتمنى له الفشل). وأوضحت الصحيفة البريطانية أن نشأة الرئيس الجديد والقيم التي تربى عليها كابن فلاح في دلتا النيل خدمته جيدًا في دراسته وحياته الأسرية، وانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين حتى تولِّيه منصب الرئاسة، مشيرة إلى أن هذه القيم قد تعيق قدرته على مواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظره. وتطرقت فاينانشال تايمز إلى كلمة الرئيس المنتخب إلى الأمة من ميدان التحرير خلال مليونية (تسليم السلطة) التي شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين والتي أكد فيها على أن (لا سلطة فوق سلطة الشعب")، لافتة إلى أنه أقسم الجمعة اليمين أمام الأمة في ميدان التحرير قبل أن يُدلي بالقسم أمس السبت أمام المحكمة الدستورية.