* عبد الرزّاق فسّوم: (إذا أردنا الحديث عن خمسين سنة من الاستقلال لابد أن ننظر إليها من زاويتين، فإذا نظرنا إليها من الزاوية الزمنية المدنية المحضة فسنقول إن 50 سنة تمثّل النّضج والوعي واستكمال القوّة والتنمية الإنسانية الكاملة، أمّا إذا نظرنا إليها كمرحلة زمنية عاشها الشعب الجزائري فخمسون سنة لا تمثّل شيئا بالنّسبة للشعوب، ومع ذلك فقد حقّقنا فيها بعض الإنجازات لكنها في اعتقادي الخاص لم ترق إلى مستوى الطموحات المنشودة. فمازال البؤس موجودا والبطالة متفشية والتخلّف الاقتصادي والاجتماعي عامّا، وما زالت الأمية منتشرة، لذلك فنحن نشيد بما تمّ إنجازه لكن نستحثّ الهمم وندعو إلى مزيد من الجهد من أجل اللّحاق بركب الأمم المتقدّمة لأن خمسين سنة بالنّسبة لنا لم ننجز فيها ما كان يجب أن ينجز، في حين تعتبر 50 سنة في المجتمعات المتقدّمة مدّة زمنية قد تتحقّق فيها وثبة لم نصل بعد إلى مستواها). * زهور ونيسي: (الاستقلال يعني السيادة والكرامة والحرّية وأخذ مقدراتك التاريخية والثقافية والمادية واسترجاع الأرض وما في الأرض وما تحت الأرض وما فوقها بيدك كجزائري لك قرارك ولك علم ولك بلد من البلدان التي لا ترزح تحت وطأة الاستعمار، الاستقلال بالنّسبة للإنسان هو الحرّية وهو المطلب الثاني بعد الخبز والماء، وأنا أعتزّ بالثورة الجزائرية التي كانت خلاصة انتفاضات كثيرة توّجت بثورة 1 نوفمبر والجزائر دفعت من أجل الاستقلال ملايين الشهداء، وأقول الملايين لأن شهداء الجزائر ليسوا فقط أولئك الذين سقطوا في ثورة 1 نوفمبر وإنما هم الذين سقطوا منذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر حتى يوم الاستقلال). * عثمان سعدي: (في رأيي لازال الاستقلال الجزائر لم يتحقّق بعد لأنه ليس هناك استقلال بلا لغة وطنية، ولم يحدّثنا التاريخ عن أمّة من الأمم حقّقت تنمية اقتصادية واجتماعية ناجحة بلغة أجنبية، وأنا أرى أنه لا يمكن أن نقول عن أيّ ثورة أنها ناجحة ما لم تحقّق هدفين هما تحرير الأرض وتحرير الذات، والثورة الجزائرية حقّقت الهدف الأوّل ولم تحقّق الثاني لأن اللّغة الفرنسية بقيت مسيطرة على الجزائر المستقلّة، وفي رأيي الجزائر بعد خمسين سنة من الاستقلال حقّقت كمّا ولم تحقّق كيفا). * زهرة سليمي: (أيّام الثورة بكلّ بمآسيها ومرارتها لا يمكن نسيانها، لكننا اليوم والحمد للّه أطال اللّه في عمرنا لنعيش في كنف الاستقلال، وأنا أرى أن الجزائر بخير مع قلّة إنجازاتها فهي قوية بشبابها ورغم كلّ النّقائص التي نراها اليوم في جزائر الاستقلال، إلاّ أننا نحمد اللّه لأننا أحرار ولا نضطرّ إلى رؤية الكولون أينما ذهبنا ولا نكون مجبرين على تحمّل إهانة الاستعمار وإذلاله). * عبد اللّه عثامنية: (عادة ما أتعمّد إخفاء تقييمي الحقيقي لسنوات الاستقلال عن الشباب الصغار لأن هذا سيشكّل لديهم نوعا من اليأس، وربما قد أكون من الذين ينظرون إلى الجانب الفارغ من الكأس. وعلى كلّ فهناك جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فالأمور الإيجابية جاءت طبيعية ولم يكن لنا كمسيّرين ومسؤولين ومواطنين أيّ فضل فيها، كلّ النّاس موظّفون عند الشعب الجزائري ولا أحد يعمل لوجه اللّه أو من أجل الوطنية والمجتمع مجّانا، وما أقصد قوله هو أن كلّ ما تحقّق من إيجابيات كان بأموال الجزائر باعتبارنا جميعا موظّفين، من رأس الدولة إلى أبسط مواطن فيها. ومن بين الأمور الإيجابية التي تحقّقت في وقت سابق هي نسبة التعليم التي كانت نادرة في الكثير من الدول، إضافة إلى التكفّل الصحّي المجّاني. كما حقّقت الجزائر في فترة السبعينيات نموا اقتصاديا، حيث كانت في مرتبة واحدة مع إسبانيا، وكان من المنتظر أن تخرج الجزائر من دائرة البلدان النّامية، لكن رغم ما حقّقته الجزائر إلاّ أنني لست راضيا عمّا حقّقت لأنه في الجانب المادي حقّقت الجزائر إنجازات لكن في الجانب البشري والثقافي والدبلوماسي لم تحقّق إلاّ الخسارة. فنحن بنينا المدارس والمستشفيات وأنجزنا الطرقات، لكن مسيّر هذه الأشياء المادية هو الإنسان، والإنسان المسيّر غير موجود للأسف لأن سوء التسيير قضى على كلّ شيء). * محمد زمالي: (الاستقلال تحقّق والحمد للّه ونحن لم نقم إلاّ بواجبنا، الجزائر تسير نحو التطوّر وهناك العديد من الإنجازات رغم أنه كان بالإمكان أن نكون أفضل). * سعدي بزيان: (في الحقيقة خمسون سنة من عمر الشعوب ليست بالشيء الكثير، لكن الحمد للّه نحن كجيل ثورة عشنا وشهدنا مرحلة إصدار كتب حول تاريخ الثورة والتاريخ الجزائري والثقافة الجزائرية هذا لم نكن نحلم به ونحن في فترة الاستعمار، ووصلنا اليوم أيضا إلى نسبة تعليم عالية وكدنا نتفوّق على فرنسا في هذا المجال رغم أنها تملك عددا أكبر من السكان والآن أبناء الجزائر إطارات في كنداوفرنساوألمانيا وفي جميع أنحاء العالم، كلّ هذا من نتاج ثورة التحرير الوطني واستقلال الجزائر، لكن رغم ذلك كنّا نتمنّى لو كنّا أحسن ممّا نحن عليه الآن لأن الجزائر تتوفّر على كفاءات وثروات طبيعية، لكن للأسف أصبنا بخيبة أمل فيما يتعلّق بسوء التسيير وقلّة الإخلاص عند بعض مسؤولينا سامحهم اللّه. كان من الممكن أن تكون الجزائر نموذجا في الوطن العربي، وأنا شخصيا كنت أتصوّر أن تكون الجزائرألمانيا الوطن العربي فيما يتعلّق بالتقدّم لأنها تملك كلّ وسائل التطوّر، لكن هذا لم يحصل ونتمنّى أن يتحقّق ذلك مع الأجيال القادمة).