*الشيخ إدريس أحمد ثبت في الحديث الشريف من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله إشارة إلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار وكان سنة للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها ويقوم بإحيائها وهو جالس في مائدة الإفطار بعد ساعات طويلة من الصيام وهذه الدعوة تحتوي على معان وفوائد يمكن التنبيه إليها. *شرح ألفاظ هذا الذكر المسنون: قوله (ذهب الظمأ): الظمأ مهموز الآخر بلا مد وهو العطش وقيل: الظمأ شدة العطش. (وابتلت العروق) وذلك بما وصل إليها من الطعام والشراب فذهب عنها ما كان بها من الجفاف بالصوم قال المناوي: ولم يقل: وذهب الجوع لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش (وثبت الأجر) أي زال التعب وبقي الأجر (إن شاء الله) ثبوته بأن يقبل الصوم ويتولى جزاءه بنفسه كما وعد. قال الطيبي: قوله (ثبت الأجر) بعد قوله (ذهب الظمأ) استبشار منه لأنه من فاز ببغيته ونال مطلوبه بعد التعب والنصب وأراد اللذة بما أدركه ذكر له تلك المشقة ومن ثم حمد أهل الجنة في الجنة بعد ما أفلحوا بقولهم: الحَمدُ للهِ الذِي أذْهَب عنَّا الحزَنَ إِنَّ ربنَا لغَفورٌ شَكُورٌ . قال القاضي: هذا تحريض على العبادة يعني زال التعب وبقي الأجر (إن شاء الله) ثبوته بأن يقبل الصوم ويتولى جزاءه بنفسه كما وعد {إن الله لا يخلف الميعاد} ويحتمل أن يراد بالأجر الثابت للصائم عند فطره ما ذكر من الاستبشار والفرح المشار إليه بقوله تعالى في الخبر القدسي للصائم فرحتان فرحة عند فطره أي من جهة الطبع وهو المشار إليه بقوله ذهب الظمأ ومن جهة التوفيق لأداء هذه العبادة العظيمة. وفرحة عند لقاء ربه أي لما أعد له من الأجر المؤذن به قوله إلَّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به أي وتولى الكريم الجزاء دليل على سعة العطاء وهو المشار إليه بقوله هنا وثبت الأجر. قوله: (إِنْ شاءَ الله تَعَالى) هو للتبرك ويصح كونها للتعليق لأن الأجر إلى الله وحده سبحانه وتعالى إن شاء أعطاه وإن شاء منعه على أنه قد يكون في العمل دسيسة تمنع من أجره شرعًا.