يجد الكثير من الجزائريين النوم في أيام رمضان وسيلة لاجتناب عدة أشياء سلبية قد تقع لهم، وحسبهم فإن النوم يقيهم من التعب والعطش اللذين ينتجان عن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي يشهدها رمضان هذه السنة. حل شهر رمضان هذا العام في فصل الصيف أين يكثر العطش والإرهاق عند الصائم، مما جعل الكثير وخاصة الشباب يلجأون إلى النوم طيلة النهار من قبيل الإمساك وإلى وقت الإفطار بقليل قالبين بذلك نهارهم إلى ليل وليلهم إلى نهار، خاصة وأن رمضان هذه سنة تصادف مع عطل الكثيرين الذين تعمدوا أن يجعلوها تتزامن مع شهر الصيام الذي يعد للكثيرين شهرا للنوم وللكسل يتوقف فيه كل شيء وتؤجل فيه كل الأعمال إلى ما بعد العيد، فالمتجول في الشوارع في النهار يجدها شبه خالية من المارة، لكن المشهد يتغير كليا بحلول الظلام حيث تعود الحياة إلى الشوارع بمجرد إفطار الصائمين لتصبح تعج بالمارة. هذه الظاهرة لا تعد غريبة بالنسبة لشبابنا منذ أن أصبح رمضان يحل في فصل الحر، وهذه السنة لم تمثل الاستثناء، فالكثير من الجزائريين يدخلون في سبات رمضاني لا يصحون منه إلا بعد أن ينقضي الشهر، مبررين ذلك بطول النهار في أيام الصيف وكذا حرارة الجو المرتفعة والعطش الشديد الذي يشعر به الصائم مما يدفعهم للنوم لتفادي كل هذا. وعن سبب إقبال الكثيرين على النوم في هذا الشهر المبارك كانت معظم إجابات من سألناهم هي بأن ارتفاع درجات الحرارة يجعل الإنسان يحس بالإرهاق والعطش بمجرد القيام بأي مجهود ولو كان بسيطا، وأن الوسيلة الوحيدة لاجتناب الإحساس بالعطش والإرهاق حسبهم هو النوم، أما أحد الشباب فيرى أن غالبية من ينامون هم من المدخنين والذين يمثلون نسبة عالية في الجزائر، ومن المدمنين أيضا الذين يعمدون للنوم لاجتناب التعصب وكذا الإحساس بالحاجة إلى التدخين أو تعاطي المخدرات. وكعينة ممن غيروا نمط حياتهم في رمضان لينقلب النهار عندهم إلى ليل التقينا بأحد الشبان وسألناه عن السبب الذي يدفعه للنوم خلال رمضان فكانت إجابته بأنه من المدخنين ويصبح صعب المزاج عندما يكون صائما زيادة على حر الصيف والمشاكل والمشاجرات التي تصبح كثيرة خلال هذا الشهر، وحسبه فما على المرء سوى المكوث في بيته والنوم لتجنب التعب الجسدي والنفسي وهذا ما جعله يأخذ عطلته السنوية خلال رمضان. أما رأي ربات البيوت فهو مختلف تماما حيث قاطعت إحدى السيدات حديثنا قائلة بأن أولادها أيضا من هواة النوم في رمضان إذ لا يقومون بأي شيء مما يجعلها تقوم بالتسوق وشراء الأغراض التي تحتاجها في البيت بنفسها عوضا عنهم كونهم نائمين طيلة اليوم، مضيفة أنها عادة سيئة لا تريح الإنسان بل تزيد من تعبه وكسله. وإن كان الكثير يعتقد أن هذه الظاهرة تنتشر فقط عند الشبان دون الشابات فهو مخطئ، ففي حديثنا مع بعض الفتيات أكدن أنهن أيضا مثل الشبان ينمن في رمضان لكن المدة الزمنية تختلف فقط لأن للبنات أعمال منزلية يجب عليهن القيام بها كطبخ طعام الإفطار وغيرها من الأعمال مما يستوجب عليهن النهوض والقيام بها عكس الشبان الذين ليسوا ملزمين بشيء، لكن إحدى الفتيات قالت إنها تنام من السحور وحتى الإفطار لأنه يوجد في البيت من يقوم بالأعمال المنزلية عوضا عنها. إذا كان الكثير يقضي أيام رمضان في النوم أو في مشاهدة التلفاز فهناك من يقضيه في الذكر والصلاة والدعاء، لذا يجب على المؤمن أن يستغل كل لحظة من الشهر الكريم في تلاوة وختم القرآن الكريم والإكثار من أداء العبادات في شهر يعد شهر التوبة والغفران، أما بالنسبة للنوم فسيأتي يوم ننام فيه إلى يوم يُبعثون.