كما في كل عام، يشكل شهر رمضان فرصة لصناع الدراما والمسلسلات للتسابق في عرض إنتاجهم على الشاشات الفضية العربية التي باتت تزخر بساعات متعددة من البث الدرامي. وبرغم أن الدراما السورية كانت قد عودتنا على تواجدها المستمر والمتميز في كل عام؛ إلا أنه يبدو بأن الأحداث التي تشهدها سوريا منذ 16 شهرا كان لها تأثير على صناعة الدراما في هذ البلد، حيث اكتفى منتجوها ب 23 عملا لهذا الموسم شهد عدد منها استكمالا لأجزاء سابقة عرضت في سنوات مضت. ظاهرة أخرى شهدتها الدراما السورية هي ظاهرة التصوير في مدن خارج سوريا حيث اختار كل من منتجي مسلسلي صبايا وأبو جانتي ملك التاكسي مدينة دبي الإماراتية مسرحا لأحداث العملين وقد يكون هذا نابعا من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد. وشهد هذا العام أيضا مقاطعة قناة دبي للمسلسلات السورية حيث قالت القناة بأنها قد رفعت شعار (الخليج أولا) في إشارة إلى تركيزها على عرض المسلسلات التي تنتمي للدراما الخليجية التي صرحت إحدى بطلاتها للصحافة بأن حالة الاستقرار السياسي التي تعيشها دول الخليج قد ساهمت في زيادة إنتاج هذا العام من المسلسلات. ويلاحظ استحواذ الممثلات الخليجيات مثل حياة الفهد وسعاد العبدلله وهدى حسين على أدوار البطولة الأولى في الأعمال الخليجية التي تعرض حاليا على الفضائيات العربية. وفي حالة الدراما المصرية؛ يعود نجوم كبار اتجهوا إلى السينما لعدد لا بأس به من السنوات إلى الشاشة الفضية ويأتي على رأسهم ملك الكوميديا (عادل إمام) الذي واجه مؤخرا اتهامات بازدراء الأديان ويعرض له حاليا مسلسل (فرقة ناجي عطالله) فيما يؤدي نجم أفلام الحركة (أحمد السقا) دور ضابط شرطة في مسلسل (خطوط حمراء). ويدعي صانعو مسلسل عمر بأنه أعظم إنتاج عربي درامي في رمضان 2012 وهو المسلسل الذي أثار جدلا لم ينته حتى بعد عرض حلقتين منه لتشخيصه للخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين وعرضه لقصة حياته على الشاشة، وهو الأمر الذي لاقى معارضة شديدة ذهبت إلى حد المطالبة بمقاطعة المسلسل وقناة الآم بي سي المنتجة له.