أصبحت غابة قورصو المتواجدة شرق ولاية بومرداس هذه الأيام، الوجهة المفضلة لسكان الولاية والمناطق المجاورة لها، الذين ملوا من البحث عن الأماكن الهادئة خاصة مع الاكتظاظ الرهيب الذي تشهده شواطئ الولاية مع اقتراب شهر رمضان المعظم، إذ تعد الغابة التي توجد بمخرج ولاية بومرداس الساحلية مقصد السياح الذين يفضلون الهدوء والتمتع بالمناظر الخلابة، حيث أنها استحوذت على المرتبة الأولى فيما يخص عوامل الجمال والنظافة والهدوء الذي يبحث عنه المواطن في مختلف الأمكنة.. فبعدما ملت العائلات الجزائرية البحث عن الأماكن الهادئة والمحترمة التي قلت في محيطنا خاصة بالشواطئ، تبقى الغابة المذكورة الوجهة المفضلة لكثير من العائلات الجزائرية، لما تحتويه من احتياجات، فضلا عن كونها تقع بمحاذاة البحر، فمن السباحة إلى الاستراحة تحت الأشجار و ضلالها ناهيك عن الألعاب الخاصة بالأطفال والشباب. لم نتوقع العدد الهائل من العائلات المتواجدة بغابة " قورصو " حيث باتت تفضل الجلوس والاستمتاع داخل الغابة وسط أشجارها على النزول إلى البحر الذي بات آخر اهتماماتها مؤكدين أن الجلوس في البحر لديه نكهته الخاصة إلا أن الجلوس بالغابة ذو نكهة خاصة ومميزة أكثر، كما أن الأفراد يتسابقون مع الزمن طيلة 09 أشهر للوصول إلى مقرات عملهم وكذا مقرات دراساتهم و ينظرون حلول موسم الاصطياف للالتحاق بغابة " قورصو " والاستمتاع بهوائها النقي.. و ما زاد من انجذاب المصطافين لهذه الغابة هو أنهم يجدون السكون للجلوس تحت الظل بعد التمتع بالسباحة، و منهم من يتجول بالغابة ليتمتع بجمالها في ظل ازدياد اهتمام السلطات المحلية وإعطائهم الرعاية الكاملة للمنطقة.. وعبر عدد كبير من المصطافين و زوار غابة " قورصو " عن سعادتهم الكبيرة بالجو النظيف و راحة البال التي يلقونها كلما حطوا رحالهم بهذه الغابة، و قد أكد زوارها أن السلطات المحلية تعمل جاهدة على ترك المساحات الخضراء نظيفة بعد خروج العائلات منها وذلك طوال أيام الأسبوع.. و ما زاد من اهتمام العائلات بهذه الغابة التي لا تبعد كثيرا عن شاطئ البحر تلك التسلية التي يجدها الأطفال من خلال العدد الهائل من الألعاب و الرياضة ، فمن الأرجوحة إلى ألعاب التزحلق والتوازن، وهناك من الأطفال من يفضلون مطالعة القصص بسبب الهدوء الرائع الموجود بالغابة وتستمر السهرات في غابة " قورصو " عادة إلى ما بعد الساعة الحادية عشر ليلا أي قبل أن تفرغ ثنايا الغابة و الشاطئ من الزوار بينما تتواصل إلى غاية ساعات الفجر الأولى خلال شهر رمضان المعظم لهذه السنة. في هذا الصدد أحيطت الغابة بمجموعة من المحلات التجارية التي تعرض سلعا مختلفة على ملابس و لوازم السباحة ، لعب الأطفال محلات الأكل السريع خاصة والشاي والمكسرات وكذا المثلجات التي تشهد رواجا كبيرا بفعل ارتفاع درجات الحرارة. و قد وجد البطالون ضالتهم في مزاحمة أصحاب المحلات التجارية حيث يغتنمون فرصة الإقبال المكثف للعائلات كل مساء لينصبوا بدورهم طاولات صغيرة لبيع مختلف الضروريات، وحتى الشباب القادمون من عمق الصحراء الجزائرية أخذوا نصيبهم من الكعكة التجارية من خلال نصب خيمهم الصحراوية الأصيلة وتقديم شاي التوارق الشهير والمتميز بمذاقه الرفيع للزوار، حتى الأطفال ممن دفعتهم الحاجة إلى حمل القفف للتجول بين ثنايا الغابة وشاطئ البحر لعرض مجموعة من المأكولات التقليدية أهمها أكلة " المحاجب " و " ليبيني ".. وبهدف جذب عدد كبير من المصطافين عكف مسؤولو بلدية قورصو شرق ولاية بومرداس على نشاط حركية الغابة من خلال تزويدها بعدد معتبر من الألعاب الخاصة بالأطفال وهو الأمر الذي حدث فعلا حيث باتت الغابة تعرف إقبالا كبيرا من طرف العائلات إضافة إلى مرافق أخرى ترفيهية. من جهتها استحسنت العائلات هذه المبادرة التي قام بها المسؤولون خاصة وأن المكان محترم إذ يمكن للعائلات أن تجلس رفقة بعضها بكل احترام.