أغلق صبيحة أمس عدد من سكان قرية ثافوغالت التابعة لبلدية أيت يحيى موسى بدائرة ذراع الميزان جنوب تيزي وزو الطريق الوطني رقم 25 الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة عبر منطقة ذراع الميزان، وكذا شل جميع مصالح بلدية أيت يحيى موسى، وذلك للاحتجاج على الظروف المزرية المتربصة بهم منذ عقود خلت· رغم مطالبهم المستمرة بتغيير هذا الواقع المزري، إلا أن السلطات المحلية لم تعر نداءاتهم اهتماما، ما دفعهم لغلق الطريق ومقر البلدية للتأثير عليها ودفعها للتدخل العاجل ووضع حد لمعاناتهم التي عمرت كثيرا، وكشف ممثل عن القرية أن نقص الماء الشروب ينغص حياتهم مع دخول كل موسم صيف بعدما أصبحت قنوات نقل المياه إليهم من قرية قنطيجة شحيحة ولا تكفي احتياجاتهم الكثيرة، وقال المواطنون بأن الحل الوحيد لأزمتهم مع هذا المورد الحيوي تكمن في وصل قرية ثافوغالت بالماء من قنوات مشروع سد كوديات اسرذون بالبويرة الذي يزود 14بلدية جنوب تيزي وزو بالماء الشروب، كما طرح السكان مشكل عدم تدخل مصالح الأشغال العمومية لتهيئة الطريق المؤدي للقرية والمتواجدة في وضعية مزرية، كما طالبوا بتزويد القرية بالغاز الطبيعي مثلها مثل أغلب القرى التابعة لدائرة ذراع الميزان· وقد تسببت الحركة الاحتجاجية المنظمة صبيحة أمس في حالة شلل تام على مستوى الطريق الوطني رقم 25 الذي يعد الطريق الأكثر استعمالا نحو الجهة الجنوبيةالغربية للولاية، ما أثار سخط مستعمليه، كما تعطلت أشغال قاصدي مصالح البلدية لاستخراج وثائقهم وقضاء حاجياتهم· لا يزال ما عددهم 7 آلاف نسمة يقطنون القرية يواجهون قساوة العيش لغياب أدنى الظروف الاجتماعية الضامنة لحياة كريمة· وفي مقدمة الانشغالات التي طرحها هؤلاء نقص وندرة المياه الصالحة للشرب، بعدما أصبحت الشبكة القديمة المستقدمة من الخزان المائي التابع لقرية قنطيجة بذات البلدية لا تلبي حاجياتهم للماء الشروب نظرا لقدمها، وكذا عجز الخزان عن توفير الكميات الهائلة المستغلة يوميا، ما يجعل حنفيات العائلات القاطنة بالقرية المذكورة تجف على مدار السنة، ويزداد الوضع سوءا في فصل الصيف ولا يختلف عنه شتاء لصعوبة الحصول على الماء من الآبار وغيرها، وأمام الوضع القائم يضطر السكان لجلب المياه من الينابيع والآبار هذه الأخيرة التي لا يخضع أغلبها للرقابة الصحية خاصة وأن معظم الينابيع والمياه الجوفية المستغلة للشرب بالجهة الجنوبيةالغربية لولاية تيزي وزو تواجه خطر التلوث لانعدام شبكات صرف المياه القذرة بالكثير من القرى هذه الأخيرة التي تصرف مياهها المستعملة لخارج المنازل لتصب بعد ذلك في العراء مهددة المياه الجوفية بتسرباتها إليها· السكان طالبوا بتدعيم الشبكة الحالية بشبكة نقل مياه جديدة عن طريق ربطهم بمشروع تموين جنوب ولاية تيزي وزو من مياه كوديات اوسرذون من البويرة، وطالب المواطنون تنفيذ هذا المشروع قبل دخول فصل الصيف، حيث تنفسوا الصعداء بعد استلام المشروع قبل سنتين إلا أن فرحتهم لم تدم طويلا حيث استغرقت أشغال ربط باقي قرى البلديات المستفيدة فترات إضافية إذ لم تبرمج بعد قريتهم للربط بالماء من ذات المشروع ما أثار سخطهم وتذمرهم خاصة وأنهم يتواجدون على موعد آخر مع معاناة ورحلة البحث عن الماء الشروب· كما طالب سكان قرية ثافوغالت بربط قريتهم بالغاز الطبيعي، والإسراع في تجسيده خاصة وأن المنطقة استفادت من قبل الجهات المعنية بمشروع قدره 130كم لربط عديد من قرى البلدية، إلا أن المشروع لم ير النور بعد ولا يزال مجرد حبر على ورق رغم أن قساوة الطبيعة التي تعرف بها المنطقة تجعل من هذا المصدر حاجة ملحة للسكان، وما جعلهم يستعجلون أمر الربط بالغاز هو الوضع المزري الذي عرفته القرية وعلى غرار أغلب قرى المناطق الجبلية خلال العاصفة الثلجية التي عرفتها الولاية خلال شهر فيفري من السنة الجارية· ومن جهة أخرى طالب المواطنون بتدخل السلطات المحلية لتزفيت الطرقات المتواجدة بالقرية خاصة الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعالم الخارجي، نظرا لتدهور وضعيته من قبل وازدادت سوءا بعد موجة الأمطار الغزيرة والثلوج التي ميزت شتاء هذه السنة، ما حول الطرق لبرك من المياه والأوحال شتاء ومباعث للغبار صيفا ويصعب التنقل على مستواها سواء للمشاة أو السيارات· ونظرا للتجاهل الذي تواجه به السلطات المحلية انشغالاتهم في كل مرة رغم رفعهم للائحة المطالب للسلطات هدد المواطنون بانتهاج السياسة التي تخضع المسؤولين في الآونة الأخيرة وذلك بغلقهم للطريق الوطني رقم 25 الرابط بين تيزي وزو والبويرة عبر ذراع الميزان لعدة أيام إن تطلب الأمر وذلك لغاية الحصول على موافقة رسمية من قبل السلطات المحلية لحل مشاكلهم التي قالوا إنها حقوقا شرعية ومطالبة بنصيبهم من البرامج التنموية التي غيرت الواقع المزري لكثير من القرى بالولاية·