يعيش سكان الحي القصديري البالغ عددهم أزيد من 400 عائلة قاطنة بواد السمار على حواف طريق السكة الحديدية هاجس الخوف والهلع جراء خطر انحراف قاطرات السكة الحديدية وهو الأمر الذي أضحى يهدد راحتهم و سلامة أطفالهم في ظل وجود أزمة السكن الخانقة التي باتت الشبح الأسود الذي يطارد الجزائريين. وفي ذات الصدد أعرب هؤلاء السكان عن تذمرهم واستيائهم من تواصل معاناتهم داخل البيوت القصديرية التي تنعدم فيها أدنى شروط العيش الكريم والتابعة إقليميا لبلدية الحراش شرق العاصمة، فضلا عن مشكل السكك الحديدية المارة بمحاذاة الحي المشيد بطريقة فوضوية منذ عدة سنوات قادمين من المنطقة والولايات المجاورة في ظل أزمة السكن الخانقة التي تعرفها البلدية مما جعلهم يمتعضون من طول الانتظار في الحصول على مسكن لائق سوى نصب بيوت من القش بذات الحي الذي حوله هؤلاء إلى منطقة سكنية مشوهة للمنظر الحضري والذي أعطى لمسة مخزية للمكان والبلدية بصفة عامة. وفي السياق ذاته أكد السكان أن تلك البيوت الشبيهة على حد تعبيرهم بالإسطبلات تفتقد إلى أدنى معاني الحياة، ومتطلبات العيش نظرا لاهترائها وهشاشتها تتأثر لأبسط المؤثرات الخارجية كالأمطار، ضجيج واهتزازات القاطرات المارة من عين المكان في كل لحظة والتي أضحت تنغص عليهم وعلى أطفالهم المتأثرين بالموجات الصوتية الصادرة عنها والتي تصل إلى غاية سد الأذنين في حالة مرور إحداها، وهو ما أكده السكان الذين اشتكوا نقص السمع والفزع الدائم الذي يتمالكهم والصعوبات التي يجدونها في قطع طريق السكة الحديدية باتجاه الضفة المقابلة قصد الالتحاق بالمدارس المجاورة، معرضين حياتهم إلى الموت الحقيقي ما أجبر أولياءهم على مرافقتهم إلى غاية مدارسهم. ناهيك عن ذلك قال أحد القاطنين بالحي إن المشكل أدى إلى تسجيل عدة وفيات بسبب انعدام حاجز من شأنه تأمين السكان القاطنين بالجوار الذين طرحوا المشكل في عدة مناسبات إلى السلطات المحلية، غير أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا للقضية التي باتت تقلقهم بغض النظر عن الحياة المأساوية التي يعيشونها داخل منازلهم التي تفتقد لأبسط ضروريات الحياة الكريمة ابتداء من الماء، الغاز والكهرباء التي تجلب بطرق عشوائية عادة ما تؤدي إلى كارثة حقيقية. وأبدى بعض السكان تخوفهم الشديد من حلول فصل الشتاء حيث تتحول حياتهم إلى جحيم، وأضاف محدثنا أن بيوتهم تتحول إلى مستنقعات بسبب تسرب مياه الأمطار إلى كامل البيوت وكذا الحي الذي تغمره المياه نتيجة انسداد البالوعات، الأمر الذي بات هاجسا مؤرقا في فصل الشتاء، فضلا عن الأوحال التي تغرق حيا بكامله مما يصعب حركة السكان لاسيما في تنقل الأطفال إلى مقاعد الدراسة، وختم محدثونا كلامهم أن المخاطر تحاصرهم من كل جهة. وأمام هذه المأساة والمخاوف يطالب هؤلاء السكان بالتدخل العاجل للسلطات المحلية والولائية ووضع حد للخطورة وإنقاذهم من الموت المتربص بهم في كل لحظة وهذا بترحيلهم إلى سكنات لائقة.