ما تزال معاناة 35 عائلة القاطنة ب 4 شارع حميدو سعادة التابع إداريا لبلدية بوروبة بالعاصمة متواصلة، جراء غياب أدنى ضروريات العيش الكريم وأبسط المرافق، كالنظافة، الماء والغاز، دون أن تتدخل السلطات الوصية لانتشالهم من الأوضاع التي قال عنها محدثونا أنها باتت مزرية وكارثية، على الرغم من النداءات العديد وملفات طلب السكن التي أودعوها في أكثر من مناسبة، مما جعل حياتهم مأساوية طول أربعين سنة. أكد بعض السكان للجزائر الجديدة، أنهم يعيشون أوضاعا صعبة بسبب افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة، بدءا من الماء الصالح للشرب، الأمر الذي يضطرهم إلى الذهاب في رحلة بحث يومية عن هذه المادة الضرورية والحيوية التي يكثر الطلب عليها، لا سيما خلال فصل الصيف، والوضع لا يقل سوءا في فصل الشتاء أين تعرف تلك السكنات المعدمة برودة قاسية، حيث تغرق مياه الأمطار بيوتهم، مما يضطر أغلبهم لقضاء لياليهم في العراء خوفا من الفيضانات التي قد تفتك بأسرهم، مؤكدين أن سكناتهم الهشة الآيلة للسقوط في أي لحظة فوق رؤوسهم، نتيجة لتأثرها بالزلازل المتعاقبة التي ضربت البلاد، مما جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات، ناهيك عن هاجس الرطوبة العالية التي أتت على أغلب جدران المنازل، الوضع الذي أثر سلبا على صحتهم، لا سيما منهم فئة الأطفال وكبار السن حيث أصبح أغلبهم يعاني الحساسية والربو. وفي سياق ذي صلة بمشاكلهم المعيشية التي لا تنتهي تحدث السكان عن مشكلة انعدام النظافة، حيث انتشرت القاذورات بشكل عشوائي في ظل غياب مكان مخصص لرميها، هذه الحالة صاحبت معها مختلف الحشرات الضارة والحيوانات الضالة، التي تساهم في إعادة توزيعها وبعثرتها في شتى النواحي، متسببة بذلك في انبعاث روائح جد كريهة، لا يمكن لأحد من المارة تحملها. وأضاف محدثونا أنه في الآونة الأخيرة وجدت حالة من أمراض السل، وهذا نظرا لانعدام النظافة والروائح المقززة المنبعثة من المرحاض العمومي الوحيد المستعمل من قبل الجميع. وبالرجوع إلى ما تم ذكره، تناشد العائلات القاطنة على مستوى 4 شارع حميدو بوسعادة ببوروبة السلطات المحلية أخذ مطلبهم القاضي بالإسراع في ترحيلهم إلى سكنات لائقة على محمل الجد، مثلما أقرته الحكومة الجزائرية، عند إصدارها لقوانين تقضي على البيوت الهشة والقصديرية قصد استرجاع الوجه الناصع لعاصمة البلاد، لا سيما بعد أن باتت منازلهم لا تصلح حتى أن تكون إسطبلا للحيوانات، وذلك بعد أن أكل عليها الدهر وشرب، حيث مرت 40 سنة على تشييدها.