مليكة حراث تعيش أكثر من 150 عائلة قاطنة بحي لاكوت بسطاوالي شرق العاصمة مهددة بالموت في أي لحظة نتيجة طبيعة سكناتها القصديرية الهشة المحاذية للوادي، وحسب السكان أنه بات هاجسا وخطرا يحدق بهم خاصة في فصل الشتاء، حيث يتعرض فيه هؤلاء إلى عدة كوارث بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي وفيضانه كلما حل الشتاء، خاصة في الموسم الفارط الذي تعرض فيه الحي إلى كارثة مماثلة نتيجة فضيانه، نظرا لسيارانه المستمر دون انقطاع طوال أيام السنة لتزداد المخاوف كلما اقترب موعد الشتاء الذي هو على الأبواب، ونظرا للتغيرات في حالة التقلبات الجوية التي باتت تشهدها الجزائر في السنوات الأخيرة دق العديد من قاطني المكان ناقوس الخطر من أجل أن تتحرك السلطات لانتشالهم من سيناريو المعاناة والخطر المتربص بهم على مدار السنين. وقد عبرت العائلات القاطنة بحي (لاكوت) باسطاوالي عن تخوفها من الخطر المحدق بها، بحيث يعيشون بسيكوزا حقيقيا تزداد حدته كلما حل فصل الشتاء والتساقط، بحيث أكد لنا البعض أنهم يبيتون قياما ليلة التساقط خوفا من أن تمتد المياه إلى داخل البيوت في حال امتلاء الوادي الذي يعبر كامل الحي قدوما من أعالي اسطاوالي ليصل إلى غاية أسفل البلدية، فيما أكد أحد أقدم قاطني الحي أن الوادي كان مخصصا لاستعماله للسقي غير أنه تحولت مهامه في السنوات الأخيرة ليصبح مركزا ومصبا لرمي الأوساخ وفضلات السكان، بحيث يتحول الحي إلى شبه مفرغة تزداد حدتها في فصل الصيف أين تنبعث منها روائح كريهة تصل إلى غاية المنازل المجاورة التي أضحى البعوض والذباب ديكورها اليومي في ظل انعدام متابعة دورية للأودية من طرف الجهات المسؤولة عن العملية. وكانت العائلات قد رفعت في العديد من المناسبات استغاثتها وشكاويها للسلطات بشأن المخاطر التي تحاصرهم والتي أصبحت هاجسهم اليومي منذ أن استقروا بهذا الحي وتموقعوا بطريقة فوضوية بعد أن شيدوا بيوتا من الباربان والصفيح على ضفاف الوادى في العشرية السوداء ما بين سنة 1994 و 95 هروبا من مجازر الإرهاب بحثا عن الأمن والاستقرار بالقرب من هياكل الدولة، قادمين من مختلف المناطق الداخلية والمناطق المعزولة التي كانت ملاذا للإرهابيين الذين تمكنوا من فرض سيطرتهم على هؤلاء السكان العزل الذين تخلوا عن أراضيهم وممتلكاتهم حفاظا على سلامتهم، رفقة أهاليهم، ليصطدموا بعد ذلك بجملة من المشاكل الاجتماعية التي أثقلت كاهلهم، بينها افتقارهم لأدنى متطلبات العيش الكريم من المياه الصالحة للشرب، غاز المدينة، والكهرباء التي تم إيصالها بطريقة عشوائية والتي تعتبر جد خطيرة على حياتهم. وأمام هذه الأوضاع المزرية والنقائص المتعددة تناشد هذه العائلات عبر صفحاتنا السلطات الوصية الالتفات لحل مشاكلهم خصوصا وأن فصل الشتاء على الأبواب، لذا تطالب ببناء جدار عازل يقي السكان من فيضان الوادي قبل وقوع كارثة إنسانية يذهب ضحيتها أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم اتخذوا هذا المكان مأوى هروبا من التشرد في الشوارع، كما طالبت في السياق ذاته بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.