تعاني معظم العائلات القاطنة بأحياء العاصمة التي لا تزال تحت رحمة البيوت الهشة المعرضة للانهيار في أية لحظة من هاجس الخوف والقلق الذي استحوذ على تفكيرهم ونغص عليهم حياتهم، الأمر الذي بات يهدد أمنهم واستقرارهم أمام الأوضاع المزرية الناجمة عن مشكل نقص السكن والاكتظاظ الحاصل على مستوى العاصمة والمدن الكبرى التي تعرف بكثافة سكانها، حيث شهدت معظمها نزوح سكان المناطق الداخلية خاصة خلال العشرية الحمراء. ومن جهة أخرى قدم السكنات التي يعود بناؤها إلى الفترة الاستعمارية مما أدى إلى تساقط بعض البنايات في مناطق متفرقة من الجزائر العاصمة. وقد وقفنا على مطالب هؤلاء القاطنين التي اجتمعت انشغالاتهم حول محتوى واحد تجسد في ضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة تليق بمستوى البشر، وفي هذا الشأن طالبت ما تقارب سبع عائلات تابعة لبلدية بلوزداد السلطات المحلية بضرورة التعجيل بدراسة ملفاتهم لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يحيونها منذ سنوات طويلة مما أثر عليهم بالسلب أمام تواصل معاناتهم طويلة الأمد. وأشار القاطنون بحي المساواة القصديري لبلدية بلوزداد إلى أن المصالح البلدية وقفت على حجم معاناتهم خلال زيارتها إلى المنطقة وبحضور لجان تقنية متخصصة، حيث أفادت هذه الأخيرة بعد انتهائها من الفحوص أن هذه المنطقة مصنفة في الخانة الحمراء منذ سنين طويلة تعود إلى سنة 2003 الأمر الذي استوجب تدخل الجهات المعنية قبل وقوع الكارثة خاصة ونحن مقبلين على فصل الخريف حيث تعرف البلاد خلال هذه الفترة تغيرات جوية مفاجئة التي تزيد من تأزم الوضع أمام غياب الإمكانيات وهو الأمر الذي حصل في الأسابيع القليلة الماضية، إذ غمرت المياه تلك البيوت القصديرية التي جعلتهم يتجرعون مرارة العيش بعد اهتراء بيوتهم وتدهورها أكثر مما كانت عليه مشكلة خطرا حقيقيا على قاطنيها، حدث هذا في الوقت الذي وقفت فيه السلطات المعنية مكانها دون أي حراك وعدم قيامها بأي إجراء أو تكفل لتسوية وضعيتهم الصعبة التي باتت لا تُحتمل. وفي هذا السياق أكد لنا العديد من المواطنين الذين تمكنا من الحديث معهم بأن هذه السكنات إن صح التعبير والمشيَّدة بطريقة فوضوية وعشوائية تفتقد لجل متطلبات الحياة الكريمة أمام الهشاشة التي أصبحت تميز معظم هذه البنايات جراء التقلبات الجوية والكوارث الطبيعية، حيث أصبحت تتأثر لأبسط الضغوط الخارجية التي أضحت تنغص عليهم حياتهم وراحة بالهم وحرمتهم من النوم هم وأطفالهم الذين باشروا دراستهم بالمدارس وهم يعيشون على حلم الترحيل وقضاء فصل الشتاء في غرف نظيفة تليق بهم. وفي انتظار إعادة إسكانهم أفادتنا معظم العائلات عن مدى استيائها من عدم توفر أدنى الشروط الضرورية في سكناتهم التي وصفوها بالمقرفة وأنهم مجبرون على العيش بها إلى غاية تفريج همومهم، مؤكدين على قسوة الحياة بها خاصة في فصل الشتاء، حيث تتسرب الأمطار عبر مختلف الثقوب بالأسقف والجدران المهترئة، هذا إلى جانب الانتشار الكبير للحشرات والجرذان التي أصبحت جزءا من ديكور المنزل وكذا الرطوبة التي ضاعفت من الأمراض المزمنة التي كلفتهم مصاريف العلاج خاصة الربو والحساسية التي تفتك بهؤلاء القاطنين خاصة منهم الأطفال الصغار أصحاب الأجساد الضعيفة. وفي هذا الإطار توجه المتحدثون بنداء اعتبروه عاجلا إلى المصالح المختصة بضرورة الاستجابة لمطلبهم الأول والأخير الخاص بترحيلهم في أقرب وقت ممكن لتفادي حدوث ما لا يحمد عقباه.