شهدت مدينة حاسي بحبح شمال ولاية الجلفة صبيحة أمس احتجاجات وصدامات مفتوحة بين قوات مكافحة الشغب والباعة الفوضويين الذي شكّلوا تجمّعات ضمّت 100 شخص، وهذا على خلفية إزالة السوق الفوضوي المتواجد بوسط المدينة. وقد وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والتجّار الفوضويين النّاشطين على مستوى المنطقة المعروفة ب (الرياشة) بالمدينة باعتقال عشرات المحتجّين الذين قاموا بإغلاق الطريق الوطني رقم 01 بالحجارة والمتاريس وإحراق العجلات المطاطية ورشق قوات الأمن بالحجارة بعد أن أقدمت هذه الأخيرة على إزالة طاولاتهم الفوضوية دون إشعار مسبق على حد قولهم. وقد اعتبر الباعة الفوضويون المحتجّون في حديثهم مع (أخبار اليوم) قرار الإزالة غير العادل في حقّهم كباعة مارسوا نشاطهم التجاري منذ سنوات، مشيرين في السياق ذاته إلى أنهم تفاجأوا في الصباح الباكر عند التحاقهم بعملهم في اختفاء طاولاتهم، أين استنكروا في ذلك قرار إزالة هذا السوق واعتبروه ب (غير المتوقّع) ليقوموا من خلالها بالتصعيد في حركتهم الاحتجاجية هذه وإغلاقهم للطريق بوسط المدينة، وهو ما استدعى تدخّل قوات مكافحة الشغب التي عزّزت تواجدها في أحياء المدينة بشكل معتبر وطوّقت جميع المداخل المؤدّية إليها، والتي تحوّلت طيلة نهار أمس إلى منطقة محرّمة. وقد شهدت مدينة حاسي بحبح حضور عدد كبير من عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب للتصدّي لأيّ مواجهة من قِبل الباعة الفوضويين الذين كانوا في حالة تأهّب بعد إصدار تعليمة القضاء على الأسواق الموازية ببلديات ولاية الجلفة. غير أنه ورغم الاحتياطات الأمنية إلاّ أن مدينة حاسي بحبح ما لبثت أن تحوّلت إلى ساحة معارك ومواجهات عنيفة بالحجارة والزجاجات ومختلف القضبان الحديدية، بالإضافة إلى رشق أعوان الأمن بالحجارة. من الجهة المقابلة تمّ استعمال القنابل المسيلة للدموع من أجل تفرقة المحتجّين الذين اختلفت فئاتهم، غير أنه بعد ساعتين من اندلاع الفوضى والهلع الذي أصاب مستعملي الطريق تمكّنت عناصر الشرطة مدعّمة بقوات مكافحة الشغب من ضبط الأمور وتفرقة المحتجّين ومطاردة الشباب المحتجّ المتسبّب في أحداث شغب إلى أن تمّ اعتقال العشرات في صفوفهم. وقال شهود عيان إن المكان شهد مقاومة لم تنته إلاّ بعد تشديد أمني قوي، عمل خلالها على فتح الطريق أمام المارّة وأصحاب السيّارات، بالإضافة إلى تفريق المحتجّين. وتأتي حملة التنظيف الواسعة هذه التي تقوم بها المصالح المعنية بخصوص إزالة الأسواق الفوضوية تجسيدا للتعليمات الصارمة التي تلقّتها من قِبل وزارة الداخلية والجماعات المحلّية. وموازاة مع ذلك فقد استحسن قاصدو هذه الأسواق فكرة منع النشاط غير الشرعي، غير أنهم متخوّفون من التصعيد بعد إحالة الكثير من هؤلاء الشباب على البطالة. كما استنكر من جهتهم الباعة الفوضويون عدم مراعاة مصالح الأمن والسلطات المحلّية وضعهم الاجتماعي الذي هو في تدهور مستمرّ، وكذا عدم إقبال قوات الأمن على تطهير أرصفة الرّاجلين منذ احتلالها من قبل أصحاب المتاجر.