اعتبر مختصّون أن أمراض القلب والشرايين مرشحة للارتفاع بالجزائر نتيجة شيخوخة السكان وارتفاع معدل الحياة لديهم بفضل تحسين الظروف المعيشية للساكنة والتكفّل الصحّي بالمواطن. فقد أكّد الأستاذ جرار بلوك مختصّ في جراحة القلب بمستشفى (صال بيتريار) بباريس أمس الأحد بالجزائر العاصمة أن جراحة القلب لها آفاق واعدة خلال 15 سنة القادمة. وذكر نفس المختصّ خلال الأيّام الثالثة لجراحة القلب والشرايين للمستشفى العسكري (محمد الصغير نقاش) لعين النعجة أن جراحة القلب ستعرف خلال 15 سنة القادمة (تطوّرات كبيرة)، حيث سيتمّ إجراؤها دون اللّجوء إلى إجراء جراحة للمريض. وأشاد المختصّ الفرنسي بالتجربة الجزائرية -التي قال عنها- إنها تتطوّر باستمرار بفضل الأطبّاء المشرفين على هذا الاختصاص واصفا إيّاها بالديناميكية بالقطاعين العمومي والخاص، والتي تقدّم خدمة للمرضى والصحّة العمومية. ويرى الأستاذ بلوك أن هذه الجراحة أصبحت (آمنة أكثر فأكثر) وما كان يمثّل (خطورة) في السابق أصبح من الممارسات العادية عند المختصّين، وحسبه فإن هذه الجراحة شهدت تطوّرات معتبرة، سواء تعلّق الأمر باستعمال التقنيات التقليدية حول جراحة تضييق الشريان الأورطي التي أصبحت تجرى للمريض في أمن تام أو بخصوص ما شهده هذا التخصّص من تطوّرات جديدة، سيّما تلك المتعلّقة بوضع الصمّامات في الصدر مرورا بالشريان الأورطي. أمّا رئيس مصلحة جراحة القلب بالمستشفى العسكري الأستاذ كريم لوناس فقد ثمّن من جهته جهود الكفاءات الوطنية في هذه الجراحة البسيطة والمعقّدة في نفس الوقت، مشيرا إلى وضع وتغييرالصمّامات التي تجرى دون إجراء جراحة للمريض، والتي تعتبر من التقنيات المنتشرة في جراحة القلب بالجزائر. وتأتي جراحة القلب عند الأطفال المصابين بأمراض القلب الجينية في المرتبة الثانية من حيث التكفّل بجراحة القلب في الجزائر، حيث تجرى نفس المؤسسة الاستشفائية الجامعية -حسب الأستاذ لوناس- حوالي 10 عمليات شهريا بالتعاون مع المختصّ الفرنسي بلوك. للإشارة، فإن الجامعة الجزائرية كوّنت أوّل دفعة للأطبّاء المختصّين في جراحة القلب والشرايين بين 1998 و2002 على يد مختصّين من المصالح الاستشفائية الوطنية.