ندّد السفير الجزائري السيّد بوزاهر في ليبيا أمس الاثنين بالاعتداء الذي تعرّضت له القنصلية الجزائرية في ليبيا عقب انتهاء المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري مع نظيره الليبي للتأهّل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، مؤكّدا رفض الجزائر لهذه السلوكات، لا سيّما وأن الأنباء تحدّثت عن اقتحام السفارة من طرف مجهولين وحرق العلم الجزائري وتدنيس جدران القنصلية بعبارات نابية في حقّ الشهداء الأبرار وفي حقّ الجزائر دولة وشعبا. السفارة الجزائرية بطرابلس تعرّضت ليلة أوّل أمس الأحد لاعتداء جبان من طرف مجموعة من المناصرين الليبيين عقب خسارة فريقهم في المباراة التي جمعته بنظيره الجزائري ضمن التصفيات المؤهّلة إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، حيث أفادت الأنباء بأن مناصرين ليبيين قاموا ليلة أمس بمحاصرة السفارة الجزائرية عقب انتهاء المقابلة الكروية التي احتضنها ملعب (تشاكر) بالبليدة بفوز المنتخب الجزائري على نظيره الليبي بثنائية، كما قاموا بإحراق العلم الجزائري وتدنيس جدران السفارة بعبارات شتم للشهداء الأبرار مردّدين عبارات مناوئة للجزائر دولة وشعبا. وأظهر شريط فيديو نشر على موقع (اليوتيوب) تجمهر مجموعة من الشباب أمام مقرّ السفارة الجزائرية في ليبيا حاملين الأعلام الليبية، بينما أقدم اثنان منهم على تسلّق سور السفارة، وفي عملية استعراضية قام أحدهما بإخراج العلم الوطني الذي قام بإنزاله -على ما يبدو- من أعلى المبنى (حسب ما يوحي الشريط)، ليرمي به إلى مجموعة الأنصار التي أقدمت على حرقه وسط فرحة عارمة بما اعتبروه إنجازا. كما أظهر ذات الشريط الذي التقط على ما يبدو بكاميرا هاتف نقّال عبارات نابية كتبت على جدران السفارة، منها (تسقط الجزائر)، (نحن رجال ولسنا جرذان يا عبيد)، (بلد المليون حلاّق) وغيرها من العبارات المناوئة للجزائر ، وحدث هذا في غياب تامّ لأجهزة الأمن الليبية التي ما تزال تثبت عجزها عن أداء دورها الطبيعي في حماية قنصليات الدول الموجودة على أراضيها. وكأوّل ردّ فعل للجزائر عن الحادث أعرب السفير الجزائري في ليبيا عن استنكاره للاعتداء الذي تعرّضت له القنصلية، مؤكّدا رفض الجزائر للسلوكات التي بدرت من المناصرين الليبيين بحرق العلم الوطني. من جهتها، شجّبت وزارة الشؤون الخارجية على لسان المتحدّث باسمها عمر بلاني أمس الاثنين الاعتداء الذي تعرّضت له السفارة الجزائرية بليبيا عقب خسارة المنتخب الليبي في مباراة كرة القدم التي جمعته بالفريق الوطني. وقال عمر بلاني في تصريح مكتوب نشر أمس الاثنين: (نأسف للأحداث التي وقعت أمس في ممثّليتنا القنصلية بطرابلس بعد مباراة كرة القدم بين المنتخب الوطني ونظيره الليبي)، وأضاف في ذات التصريح: (ونعرب عن اقتناعنا بأن مثل هذه الأحداث المصطنعة غير قادرة على التأثير في مسار العلاقات التاريخية للصداقة والتعاون بين الشعبين الشقيقين، ونحن ندعو إلى ضمان حماية بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في هذا البلد وفقا للاتّفاقيات). وفنّد بلاني في تصريح آخر لوكالة الأنباء الكويتية ما تداولته وسائل إعلامية على لسان السفير الجزائري في ليبيا حول قطع الجزائر لعلاقاتها مع ليبيا على خلفية الاعتداء على سفارتها، وقال المتحدّث باسم الخارجية الجزائرية في هذا الصدد: (هذا قطعا غير صحيح والسفير لم يدل بأيّ تصريح من هذا القبيل). وكانت السفارة الجزائرية في ليبيا تعرّضت ليلة الاثنين لاعتداء من طرف مجموعة من المناصرين عقب خسارة المنتخب الليبي في المباراة التصفوية التي جمعته بالفريق الوطني، والتي انتهت بفوز هذا الأخير وتأهّله إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، غير أنه لم يتمّ تسجيل أيّ خسائر مادية ولا بشرية رغم تحدّث وسائل إعلامية عن عملية اقتحام للسفارة. يذكر أن الحادثة ليست الأولى في ليبيا، إذ سبق وأن فشلت السلطات الليبية في حماية السفارة الأمريكية في بنغازي التي تعرّضت لهجوم مسلّح أسفر عن مقتل السفير الأمريكي.