شجبت وزارة الخارجية الجزائرية اعتداء ليبيين على مقر السفارة الجزائرية في طرابلس، عقب المقابلة في كرة القدم بين المنتخبين الجزائري والليبي، وطالبت السلطات الليبية بحماية الممثليات الدبلوماسية الجزائرية، ونفت أن تكون لهذه الأحداث أي تداعيات على العلاقات بين البلدين. اعتدت مجموعات ليبية غاضبة على مقر السفارة الجزائرية في طرابلس، وأحرق الغاضبون العلم الجزائري وكتبوا عبارات نابية على الجدار الخارجي للسفارة، مباشرة عقب خسارة المنتخب الليبي لنتيجة مقابلته مع الجزائر الليلة قبل الماضية بنتيجة هدفين مقابل صفر، وتأهل الجزائر وإقصاء ليبيا من نهائيات كأس أمم إفريقيا، وزعم الليبيون أن مناصري المنتخب الجزائري تفوهوا بكلمات ضد الثورة الليبية. لكن هذه الحوادث لم تتطور إلى المساس بمقر السفارة أو ممتلكات الممثلية الدبلوماسية التي يوجد كل أعضائها في أمن وسلام، ماعدا الكتابات الحائطية. وفيما لم يصدر أي تصريح رسمي من قبل السلطات الليبية المنشغلة بتشكيل الحكومة الجديدة، عمدت أطراف ليبية أمس إلى التحريض في اتجاه تعفين الوضع والإساءة إلى العلاقات بين البلدين، عبر نسب تصريحات لا أساس لها من الصحة إلى سفير الجزائر في ليبيا، زعم أنه هدد ''بقطع العلاقات بين الجزائر وليبيا وأن الاعتداء على سفارتنا لا نقبله وسيتم قطع العلاقات الجزائرية الليبية نهائيا، لأن ليبيا الآن يحكمها عصابات وليست حكومة''. لكن المتحدث باسم الخارجية عمار بلاني كذب بشكل قاطع في تصريح ل''الخبر'' ما نقلته بعض وسائل الإعلام حول تصريح للسفير الجزائري في ليبيا، وقال بلاني ''إن سفيرنا في ليبيا لم يدل بأي تصريح من هذا القبيل''. وشجب المتحدث باسم الخارجية الاعتداء على مقر السفارة الجزائرية في طرابلس وقال ''نحن نأسف لما حدث أمس في مقر الممثلية الجزائرية في طرابلس بعد مباراة لكرة القدم بين المنتخب الوطني ونظيره الليبي''. وشدد بلاني على دعوة الجزائر للحكومة الليبية ''ليتم توفير حماية مقر التمثيل الدبلوماسي والقنصلي لدينا في هذا البلد وفقا لما تنص عليه الاتفاقات الدولية''. وبرغم التسرع الليبي في ردة الفعل غير المنضبطة إزاء الجزائر، غير أن الخارجية الجزائرية أبدت هدوءا في معالجة هذه الأحداث وأعربت عن تمسكها بتطبيع العلاقات بين البلدين، وقال بلاني في هذا السياق إن هذه الحوادث لن تؤثر على السير الحسن للعلاقات بين البلدين. وقال: ''قناعتنا أن مثل هذه الحوادث مصطنعة، وليس لها القدرة على التأثير في مسار العلاقات التاريخية للصداقة والتعاون بين الشعبين الشقيقين''.