يشتكي الكل من الصفات السلبية التي تطبع جيل اليوم بالنسبة للجنسين معا لا سيما في بعض المراحل العمرية على غرار المراهقة التي تعد أخطر مرحلة عمرية يتحدد بها مصير الطفل بعد الكبر، لكن للأسف هناك من الأولياء من يساهمون بشكل كبير في اعوجاج سلوك أطفالهم سواء البنات أو الذكور بناء على رغبة استعجال كبرهم كونهم يطمحون إلى ذلك من أجل الاستناد عليهم والاعتماد عليهم في أمور شتى، وكذا مساعدتهم في أعباء الحياة. نسيمة خباجة وأدت تلك الرغبة إلى إفرازات سلبية خطيرة خاصة بالنسبة للبنات، بحيث بتن نجد إناثا في مرحلة المتوسط على هيئة الأوانس بل السيدات وذلك ما يظهر من خلال تسريحة الشعر واللباس وحتى بعض الإكسسوارات المستعملة مما يبعدهن حتما عن الجو الدراسي ويعرضهن إلى التحرشات والمساومات على مستوى الطريق. بالفعل هي ظاهرة طغت في السنوات الأخيرة على بعض النسوة أو الأمهات، فيما رأت أخريات ضرورة عيش الطفل أو الطفلة لمراحل حياتهم في حينها لاسيما في الصغر، إلا أن أخريات رأين غير ذلك وجعلن من بناتهن الصغيرات أوانس في غير الوقت واستعجلن كبرهن واستبقن أعمارهن، مما أدى إلى ظهورهن على مستوى المدارس بمظاهر لا تتوافق مع سنهن الأمر الذي دفع ببعض المؤسسات التربوية إلى منع بعض الملابس التي لا تمت الصلة بالصرح العلمي بعد أن تعدت تلك الظواهر خطوطها الحمراء، إلى جانب منع الماكياج وأمور أخرى لا تمت الصلة بالصروح العلمية. ما وقفنا عليه على مستوى محل لبيع الأحذية بديدوش مراد بحيث دخلت سيدة وراحت تختار لابنتها التي لا تتعدى سن الخامسة عشر حذاء ذو كعب عال، ولم ترض الطفلة به كونه لا يناسبها للمشي إلا أن أمها صمّمت على أخذه وراحت تلح عليها إلى أن رضت به بإجبار من أمها، خاصة وأن الحذاء لا يوافق سنها لكثرة تنميقه وعلو كعبه بل لا يتناسب أصلا مع الدراسة ويتوافق أكثر مع حفلات الأعراس. قالت ريمة مراقبة بمتوسطة على مستوى العاصمة إن جيل اليوم أضحى لا يطمئن البتة سواء بالنسبة للذكور أو الإناث ذلك ما يظهر من سلوكاتهم التي بات يطبعها الاعوجاج المعلن، ناهيك عن الهيأة التي باتت تطبع الفتيات بحيث صار لباسهن لا يتوافق مع أعمارهن دون أن ننسى تصفيفات شعرهن إلى جانب أظافرهن الطويلة، لتضيف أنهم باتوا يتفادون معهن الكلام خاصة وأن ذلك سيؤدي إلى تعرض المراقب أو المراقبة إلى البهدلة من طرف ولي أمر التلميذة بدعوى أنها تخرج من البيت على تلك الهيئة وأمام أعين أبويها، الأمر الذي أدى إلى تحقيق نتائج دراسية غير مرضية بعد أن بات الشكل الخارجي شغلهن الشاغل في السنوات الأخيرة. دون أن ننسى صالونات الحلاقة التي صار حضور الفتيات الصغيرات في حدود الرابعة عشر سنة فما فوق يسبق حضور الكبيرات على مستواها ويتنافسن معهن حتى على الدور، ويذهبن في اشتراط تصفيفات تخرج عن المألوف وفي غالب الأمر ما يكن برفقة أمهاتهن، وهي كلها أمور تساهم في ظهورهن بمظاهر تبعد عن سنهن مما ينقلب سلبا على سلوكاتهن وسيرهن لذلك وجب على الأولياء وضع حدود وعدم المساهمة في اعوجاج سلوكات الأبناء بتركهم في مسايرة مراحل حياتهم وعيشها بكل عفوية.