مع العد التنازلي للدخول المدرسي الذي هو على بعد أيام قلائل يستعد الكثير من التلاميذ للدخول إلى الفصول الدراسية، وبدل تحضير أذهانهم وعقولهم لجمع المعلومات والتحصيل الدراسي راحوا إلى الاهتمام بالتفاهات وبالأمور السطحية بدليل ظهور اغلب المتمدرسين في الطور الثاني بقصات شعر غريبة سيما وان تلك المرحلة توافق سن المراهقة كسن خطيرة على الطفل. ولم يسلم من انتشار تلك القصات حتى تلاميذ الطور الدراسي الأول فيما اختارت البنات تجهيز أنفسهن من حيث ألبسة الموضة وكأنهن بصدد المشاركة في مهرجان عالمي للأزياء ليأتي التحضير من حيث اقتناء الأدوات المدرسية وكذا الكتب في آخر اهتماماتهم. ذاك ما تعيش على وقعه الكثير من الأسر التي أطلقت الحبال للأبناء إلى درجة استعصى عليها التحكم في زمام الأمور في الوقت الحالي بدليل مظاهر الانحراف التي لحقت بالبعض والتي تظهر من أنواع الألبسة التي باتت تقبل عليها البنات الصغيرات والمراهقات والتي لا تتوافق البتة مع أعمارهن، ناهيك عن التصفيفات التي أضحى يقبل عليها الأطفال المتمدرسون والتي أخذت أشكال حيوانات وخرائط ورسومات متنوعة دون أن ننسى إقبالهم على النقوش "التاتواج" على الجلد التي صارت مطلوبة كثيرا لدى فئاتهم بدليل تسابقهم عليها في المعارض وكذا شواطئ البحار. بحيث باتت حتى فئات الأطفال الصغار والمراهقون تلهث وراء التجديد في المظهر على خطى الكبار إلا أن تلك التغييرات فاقت أطرها المعقولة في الوقت الحالي وانعكست سلبا على المظهر الخارجي سواء بالنسبة للطفل الصغير أو الشخص الكبير. ولاحظ الكل تلك التحضيرات التي يبرمجها الأطفال الصغار استعدادا للدخول المدرسي غايتهم في ذلك الدخول بحلة جديدة تخطف الأنظار بعد غياب عن المدرسة دام ثلاثة أشهر كاملة، بحيث ركزت الفتيات اهتماماتهن على الأزياء من اجل ضمان تغييرات الأسبوع الأول فيمما راح أقرانهم من التلاميذ إلى انتقاء تصفيفات خاصة خارجة عن المألوف والدخول بها في الأسبوع الأول، ليكون تحضير المحافظ والمآزر وكذا المستلزمات المدرسية في آخر اهتماماتهم. اقتربنا من معلمة في المتوسط لرصد رأيها في الموضوع فقالت انه بالتأكيد كل الأطفال في الأسابيع الأولى من الدراسة يختارون أبهى حلة للوفود بها إلى المدرسة ومن المؤكد أن تكون ملابس العيد في هذه المرة، ذلك ما يرضي الأساتذة لكن الجانب السلبي وما فيه هو أن بعض الأطفال رأيناهم حتى في الطور الأول يذهبون إلى تصفيفات شعر غريبة لا تليق البتة بالحرم التربوي بعد أن يقتدوا بمشاهير الكرة أو المشاهير الفنية، بدليل إقبالهم الكبير تزامنا مع المونديال على صبغ شعرهم باللون الأشقر حتى تماثلت قصاتهم، وألوان شعرهم. وما جرت عليه العادة هو دخولهم أيضا بقصات شعر غريبة نحتار فيها لسماح الأولياء لهم بالقيام بذلك وانتقاء تلك القصات دون أي منع من طرفهم أما البنات فحدث ولا حرج بحيث تكون ألبستهم شبيهة بألبسة عارضات الأزياء وكأنهم ذاهبات إلى قاعة أعراس وليس إلى حرم تربوي وجب احترام معاييره كمكان لنهل العلم، و ترى في الأخير بعض الأولياء يقصدوننا ليستفسروا عن نتائج أبنائهم التي تكون كارثية في معظم الأحوال تبعا لتلك السلوكات بعد أن أطلقوا لهم العنان وساندوهم فيها. لذلك وجب في هذه السنة رقابة الأبناء ولا نقول حرمانهم من الأشياء التي يطلبونها بل وجب أن تكون وفق معايير معقولة ومضبوطة لا من حيث الملابس ولا من حيث تصفيفات الشعر وعلى العموم الهيأة الخارجية ككل التي وجب أن تراعى فيها شروط الاحترام لكي لا يقع المحظور.