تعالج محاكم الجنايات العديد من قضايا القتل في افتتاح دوراتها الجنائية، والغريب في الأمر أنها سيناريوهات قتل بشعة لم نكن نشاهدها إلا في أفلام الرعب، لكن ما بات يشهده مجتمعنا من جرائم قتل تختتم بالتنكيل بالجثة وتشويهها جعل الكل يمسكون قلوبهم والرعب يمتلكهم خاصة وأننا لم نكن نعهد مثل تلك الجرائم، فمن جرائم اختطاف الأطفال إلى جرائم القتل التي أدت إلى اكتشاف مقابر جماعية يُخفي من ورائها المجرمون أفعالهم الدنيئة. وتبدأ خيوط المأساة دوما باختفاء الضحية لفترة والتي تتوهم فيها العائلات ببقاء فلذات أكبادها على قيد الحياة ويمر يوم، يومان، أسبوع، شهر... حيث تتضاءل نسبة الأمل ليختم السيناريو بالعثور على أشلاء الجثة مدفونة بغابة أو مكان مهجور وهي في مراحل متقدمة من التعفن، هي بالفعل المآسي التي باتت تتخبط فيها الأسر وانعدمت ثقة الكل، كما تؤكد تلك المعطيات ارتفاع درجة الإجرام إلى حد القتل والتنكيل بالجثة بعد قتلها، بحيث تنوعت الجرائم وتعددت فمن جرائم التعدي على الأصول بالضرب إلى جرائم القتل التي صارت تطال شبانا في عمر الزهور بعد تعرضهم إلى حوادث اختطاف من بعض المقربين، بحيث عادة ما يتورط في القضايا أصدقاؤهم.