يعاني المئات من تلاميذ المدارس عبر مختلف ولايات الوطن، خاصة الولايات الداخلية، من البرد القارس في ظل عدم تشغيل المدافئ المتواجدة على مستوى الأقسام، وهذا بسبب غياب رؤساء البلديات الذين هم فقط من لديهم الصلاحية في تزويدها بالوقود وتصليحها.. ويعتبر تلاميذ الابتدائيات هم الأكثر تضررا من البرودة. أكد رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن المئات من تلاميذ المؤسسات التربوية عبر الوطن، خاصة تلاميذ المدارس الابتدائية، يزاولون دراستهم في أقسام باردة أشبه بالثلاجات، بسبب انعدام التدفئة. مشيرا إلى أن تلاميذ الابتدائيات لم يستفيدوا من التدفئة إلى حد الآن على الرغم من البرودة الشديدة التي تعرفها الجزائر. وأوضح المتحدث أن تلاميذ الولايات الداخلية ك “عيد الدفلى، المدية، تيارت، الجلفة، المسيلة، الشلفوسطيف..." هم الأكثر تضررا، حيث لم يتم إلى حد الساعة تشغيل المدافئ. وكشف رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أن السبب يرجع إلى عدم تصليح العديد من المدافئ المعطلة، وكذا عدم وجود الوقود في المؤسسات التربوية، مشيرا إلى أن رئيس الدائرة هو الوحيد الذي يملك الصلاحيات لتزويد المدارس بالوقود وتصليح المدافئ، لكن يبدو أن الانتخابات المحلية غطت على كل اهتمام وحالت دون الاهتمام بتمدرس التلاميذ في شروط جيدة، مشيرا إلى تخوف الأولياء من استمرار هذا المشكل إلى أسابيع قبل تعيين رؤساء البلديات الجدد. وأشار محدثنا إلى أن العديد من الأولياء منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس خلال الأيام التي تشهد درجة حرارة منخفضة خوفا عليهم من المرض، فيما قام العديد من التلاميذ بالتوقف عن الدراسة والإضراب حتى يتم تدفئة حجرات الدراسة مثلما حدث في ولاية سطيف. وذكر أحمد خالد، أن هناك أزيد من 40 بالمائة من المدارس الابتدائية، تفتقر للتدفئة المركزية على مستوى حجرات الدراسة، وأغلبية هذه المدارس توجد في البلديات والمناطق النائية والداخلية. وأرجع خالد سبب انعدام التدفئة، على الرغم من البرودة القاسية والمناخ الذي تعرفه تلك المناطق، إلى انعدام التموين من طرف السلطات المحلية والبلديات، التي هي ملزمة بذلك، إلا أن انعدام المراقبة من طرف الوزارة الوصية، وترك المجال لمصالح البلديات في العمل فقط، هو ما أدى إلى معاناة التلاميذ من برودة الأقسام، وقد طالب الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ على لسان رئيسه، من وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد، أن يتدخل بصفة مستعجلة لإنقاذ التلاميذ من قساوة البرد والمرض، خاصة وأنهم في فترة امتحانات ولا يمكنهم التغيب عن المدارس. كما طالب الوزير بإيفاد لجان مراقبة إلى المدارس في المناطق النائية للتحقيق حول وضع التدفئة في المدارس.