تشهد خطوط المترو خلال هذه الأيام انتعاشا ملحوظا بسبب التوافد المعتبر لمختلف العائلات الراغبة في قضاء بعض الوقت الممتع والمريح في أماكن طبيعية كحديقة الحامة أو مدينة الألعاب بالحراش، فكان المترو أسهل وسيلة لهذه العائلات مع انخفاض قيمة التنقل بخلاف استعمال الحافلات التي تأخذ وقتا طويلا في الوصول إلى وجهتها، أما سيارات الأجرة فتكاليفها مرتفعة كما أن حجمها لا يستوعب بعض العائلات ذات العدد الكبير من الأفراد. تضاعف استعمال المترو من طرف الجزائريين بصفة خاصة خلال هذه العطلة الشتوية، فالكثير من العائلات كانت وجهتها حديقة الحامة، وكانت هذه العطلة فرصة لهم ولأبنائهم للقيام برحلة عبر الميترو إلى حديقة الحامة مثلا التي كالعادة تعد القبلة الأولى للعائلات خلال العطل ونهاية الأسبوع لأنها تحوي العديد من المميزات كاتساعها وموقعها الهام في وسط العاصمة، وأهم عامل هو قلة المصاريف التي قد تستعملها العائلات في حديقة الحامة، فلا مصاريف إلا عند دفع بطاقات الدخول، أما الأكل فأغلب العائلات تجلبه معها، أما مشكل النقل الذي كان يؤرق معظم العائلات فكانت غالبا ما تلجأ إلى سيارات (الكلوندستان) الذي لا يرحم أبدا جيوب هذه الأسر، وأما استعمال الحافلة التي ليس لها وقتا محددا وتأخذ وقتا طويلا في الوصول إلى الحديقة أو مدينة الألعاب في الحراش، أما الآن فقد تيسر الأمر بالنسبة للأسر العاصمية، فالمترو الذي انتظروه طويلا جدا هاهو يحرر جيوبهم من الضغط مع قضاء وقت ممتع مع أبنائهم خاصة أن الأيام الماضية احتضن الفضاء التجاري للحامة معرضا للإبداعات الشبانية، والتي رافقتها العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية والألعاب البهلوانية الموجهة للأطفال والمراهقين. من جهة أخرى فإن العائلات في العاصمة وخلال هذه العطلة لم تجد إلى أين تأخذ أبناءها للتنزه والاستمتاع إلى وجهات معينة ومعتادة كساحة الكتاني المجهزة بمختلف الألعاب، إلا أن البرد في بعض الأحيان يعيق التنقل إلى هذا المكان، أما الحدائق المخصصة في الأساس لهذا الغرض فلقد احتلها العشاق منذ زمن فحرمت على العائلات خاصة حديقة بن عكنون التي بدت خاوية على عروشها خلال هذه العطلة إلا من بعض العائلات التي أنهكها البحث عن بعض الحيوانات في الجوار فلم تقابلها إلا بعضها، في حين أن الحديقة العمومية الموجودة بالقرب من محطة بن عكنون شهدت توافدا كبيرا بما أنها مجهزة بألعاب بسيطة وممتعة يحبها الأطفال وكانت متنفسا آخر للعائلات. فيما فضلت بعض العائلات اصطحاب أطفالها إلى المعرض الوطني للكتاب بقصر المعارض، بالنظر إلى سهولة التنقل عبر الترامواي، واغتنام الفرصة لاقتناء كتب مدرسية تعينهم على اجتياز الامتحانات، واقتناء بعض القصص للمطالعة.. والمشكل المطروح بشدة لدى العائلات العاصمية هو غياب مرافق خاصة بالأطفال خلال العطلة أو أماكن استراحة خاضعة للرقابة منعا لارتكاب أية مخالفات أو محرمات من طرف بعض الأفراد، فالعطلة الشتوية انحصرت هذه السنة في بضع رحلات عبر المترو إلى حديقة الحامة أو إلى أية وجهة أخرى، فأمضى البعض من الأطفال عطلتهم في التنقل عبر المترو، هذا في ظل غياب ثقافة العطل لدى البعض وعدم وجود سياسة خاصة موجهة للطفل خلال عطلهم في ما عدا بعض البرامج والعروض المسرحية القلية جدا في بعض القاعات كقاعة الأطلس والموقار، بالإضافة إلى المسرح الوطني إلا أن كل هذا يظل ضعيفا جدا لأنه ليس يوميا، فحتى خلال عطلته لا يجد الطفل أين يذهب في العاصمة، فيكون خياره الوحيد هو لعب كرة القدم في الشارع بسبب النقص الفادح في الملاعب الجوارية، وبالتالي التعرض لأخطار الشارع التي تطارد الأطفال خلال الفترة الأخيرة بشكل خطير ومستفحل..