عرف الصالون الوطني للقرض المصغر الذي احتضن فعالياته قصر المعارض بالجزائر العاصمة حضورا قويا للعارضين الشباب في إطار الإبداعات الشبانية في مختلف الميادين والمجالات التي تهم الاقتصاد الوطني، بعد أن عكفت الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (لونجام) على مرافقة تلك المشاريع، وشارك في المعرض أزيد من 130 شاب عرضوا إبداعاتهم، كما حضرت جمعيات مهنية تهتم بالشباب وبمشاريعهم خاصة وأن القروض المصغرة كانت حلا لإنقاذ الكثيرين من البطالة بدعم إبداعاتهم من طرف وكالة (لونجام). تنقلت (أخبار اليوم) نهاية الأسبوع إلى الصالون الوطني للقرض المصغر، لتنقل لكم إبداعات الشباب الجزائري، وخلال جولتنا بأروقة المعرض لاحظنا بأن أغلب المشاركين كانوا من فئة الشباب كون أن الوكالة من بين أهدافها التقليص من نسبة البطالة بمنح القروض المصغرة للانطلاق في تلك المشاريع المتطورة التي تفيد الشباب وتعود بالخير على الاقتصاد الوطني، بحيث اختلفت إبداعات هؤلاء العارضين ومست مختلف جوانب الحياة المهمة، فمن ميدان التصنيع إلى النحت والنقش، إلى الصحة، إلى المستلزمات المنزلية إلى الاهتمام بعالم الطفل، وكانت تلك الإبداعات بحرا شاسعا مس مختلف الميادين التي لا تخطر على بال أحد. وسائل متطورة لمحاربة البدانة ريميني ابتسام 27 سنة من ولاية عين تيموشنت فكرت في محاربة البدانة كداء للعصر بفتح قاعة رياضة نسوية بالنظر إلى النقص في مجال الرياضة والمنشآت المتخصصة للمرأة على مستوى الولاية، وهدفت إلى ضمان اللياقة البدنية، وقالت إنها شخصيا في وقت مضى لم تعثر على قاعة رياضة لممارسة التمارين الرياضية فجاءتها الفكرة خاصة وأنها تملك ديبلوما في (الأيروبيك) خاصة وأنها تعتمد على وسائل متطورة وتساير التطور في تلك المعدات المخففة للوزن والتي عرضتها بالصالون، منها الجهاز المخصص للعدو بسرعة فائقة، وهناك جهاز آخر ذو فعالية عظمى في تحريك العضلات في 30 ثانية، بحيث لا يستغرق وقتا طويلا وتكون النتائج كبيرة، وهناك وسائل متعددة في القاعة، كما فتحت فرعا للتأهيل الحركي والتدليك لمرضى المفاصل وهناك إقبال من طرف النسوة خاصة وأن المعدات هي جيدة ومتطورة، بالإضافة إلى المتابعة الجدية للنسوة في استخدام تلك المعدات الرياضية إلى غاية حصول النتيجة والإنقاص من الوزن. وبالنظر إلى أهمية النشاط المتطور التي تشرف عليه في مجال الاهتمام بعالم المرأة حصلت على الجائزة الأولى للإبداع من وزارة التضامن في مارس الفارط في إطار تشجيع مثل تلك المشاريع. عندما يتحول الحجر إلى أروع تحفة بيد "بوقبرين" بوقبرين حسين فنان تشكيلي، مضى من عمره 38 سنة من ولاية عيد الدفلى، أقام عدة معارض داخل وخارج الوطن وتخصص في النحت على الحجر وترميم المواقع الأثرية على طريقة تدعى (سمو الرمز الروماني)، ويعمل مع فريق من العمال بورشة الطاحونة بولاية عين الدفلى، بحيث قاموا بترميم الباب الغربي لمدينة مليانة، كما ناشدوا وزارة الثقافة من أجل تسطير مشاريع لترميم العيون والمجاري المائية لمدينة القصبة، وقال إنهم اكتشفوا المادة الأساسية التي كانت تستعمل في الماضي من أجل ترميم القصور والعيون والآثار على الطريقة الرومانية ويستعملون التقنية الحديثة في الترميم، وتتكون المادة الحجرية المستعملة في النحت أساسا من خليط من الرخام والحجر والرمل، بحيث تمكنوا من ترميم عدة مواقع أثرية بتلك الخلطة المستعملة في الترميم من أجل إظهار القيمة التاريخية للمعالم المراد ترميمها، واكتسب خبرة بحيث عندما ينظر إلى المعلم المرمّم وكأنه يعود إلى العهد الروماني أو عهد الأتراك، وهناك عدة مساحات تحتاج إلى الترميم وطالب وزارة الثقافة منحه مشاريع ذات صبغة عمومية من أجل ترميم المواقع الأثرية خاصة وأن الترميم هو عملية جديدة في الجزائر وتظهر من خلاله القيمة القديمة للمواقع، وأبلغ مثال على ذلك عملية ترميم الباب الغربي لمليانة بولاية عين الدفلى كمشروع ناجح خاصة وأنها طريقة جديدة تكون بالاعتماد على الحجر الصناعي وليس الأصلي الذي يستعصى العمل به، وكانت الطريقة المبتكرة أو المبتدعة من طرفه أسهل وأنجع، وطموحه هو المشاركة في معارض دولية وبين حاجته إلى مشاريع ترميم ينمي بها أكثر قدراته ويبرزها. إبداعات أخرى تستحق التشجيع كما وقفنا على إبداعات أخرى مست عدة مجالات على غرار عالم الطفولة ذلك العالم الذي تناساه البعض، إلا أن السيد رباع محمد أمين من العاصمة أبى إلا الابتكار في وسائل تفيدهم وتتماشى مع فئاتهم بصناعة كراسي منمقة برسومات جميلة بعد أن حصل على قرض بمبلغ 90 مليون سنتيم وانطلق في العمل منذ ثلاثة أشهر، بحيث تعامل مع روضات الأطفال لتهيئتها ببعض المعدات من مكاتب وكراس وبعض المستلزمات الأخرى المنمقة تنميقا خاصا على أيادي المبدع، كما أنها متطورة وجذابة، وقال إن حبه للأطفال جعله يهتم بهم ويوفر لهم بعض مستلزماتهم كالكراسي والمكاتب الصغيرة التي تحمل رسومات وألوان زاهية. أما حميدي رزيقة 32 عام حرفية من ولاية باتنة فقد أبدعت في فن (الكريات السحرية) أو (الكريستال) وصنعت منها اكسسورات وتحفا رائعة تستعمل في الديكور، بحيث عرضت إبداعاتها لأول مرة في المعرض والتي نالت رضا الجمهور خاصة، إنها تحف رائعة ومميزة على غرار المزهريات واللوحات الجميلة إلى غيرها من الأغراض المعتمدة على أحجار الكريستال الزجاجية. وفي إطار الحرف اليدوية المحضة دوما أبدع مازري هشام 31 عام من ولاية تندوف في فن الجلود، وصنع منها مستلزمات وأغراضا متنوعة على غرار الأحذية الجلدية المفتوحة، إلى جانب الحافظات الجلدية التي لقيت رواجا في المعرض، بحيث قال إنه فكر في المشروع الذي يلائم بيئتهم الصحراوية خاصة وأنه مطلوب من السواح وحتى سكان الولايات الساحلية الذين يحنون إلى كل ما هو نابع من التراث الصحراوي. أما عارض آخر من ولاية قسنطينة فاختار النقش على النحاس وهي حرفة ورثها عن أبيه منذ 22 سنة خاصة وأنها مطلوبة جدا بولايات الشرق على غرار قسنطينة، كما أنهم يلقنون حرفة النحت على النحاس لفئة المعاقين في إطار التكوين المهني على مستوى الولاية كونها حرفة تناسب فئاتهم فهي لا تعتمد على الحركة كثيرا ويكون الحرفي جالسا ولا تحتاج إلى الوقوف، وأبوا إلا المواصلة في الحرفة ولهم مشروع لنقل إبداعاتهم وتحفهم النحاسية الجميلة إلى باريس في جانفي القادم. إقبال كبير للجمهور عرف الصالون الوطني للقرض المصغر إقبالا كبيرا من طرف الزوار خاصة مع تزامنه مع العطلة الشتوية، بحيث وقف الزوار على تلك الإبداعات التي يزخر بها الوطن وانبهروا لتلك المعروضات التي أبدعها شبان في مجالات تهم الكل واقتربوا من العارضين بغية تزويدهم بالشرح والتفصيل عن بعض الابتكارات المهمة، انتهزنا الفرصة واقتربنا من البعض منهم فأبانوا رضاهم على المشاريع المتطورة التي بلغها هؤلاء الشبان بفضل العزيمة ودعم الدولة في إطار منح قروض للانطلاقة الفعلية وتجسيد الأفكار على أرض الواقع، منهم السيدة فريدة التي قالت إنها زارت المعرض برفقة أبنائها من أجل الاطلاع على مختلف الابتكارات التي ينشط فيها الشباب ولمست ذلك التطور الحاصل في مختلف الميادين الصناعية والحرفية والفكرية، فهي من جهة فتحت آفاقا لهؤلاء الشباب ومن جهة أخرى فوائدها تعم الوطن من خلال استفادة الكل من تلك المبتكرات والفروع المختلفة التي تهم حياة الإنسان. وقد تفاعل الزوار مع الصالون وراحوا إلى شراء مقتنيات منهم، السيدة مريم التي جلبت كرسيا لطفلها بعد أن جذبها تنميقه الجذاب، بحيث قالت إنه نوع جديد يقرب إلى عالم الأطفال خصوصا مع رسوماته المستوحاة من الرسوم المتحركة التي يعشقها الأطفال كثيرا. أما السيد عبد السلام فقال إن بعض العارضين لم تتعد ابتكاراتهم حدود ولاياتهم لذلك وجب إفادة أغلب الولايات بتلك الابتكارات عن طريق فتح فروع على المستوى الوطني وليس تقييد المشروع على مستوى الولاية مهما كان نوع المشروع من أجل تسهيل التواصل وتعميم الفائدة على المستوى الوطني. استطلاع: نسيمة خباجة