شهدت باب الوادي منذ الساعات الأولى لنهار أمس الأربعاء، حالة غليان وطوارئ بعد أن تجمع العشرات من سكان واد قريش أمام مقر دائرة باب الوادي، مطالبين بالتدخل الفوري لمصالح ولاية الجزائر، لرفع الغبن والظلم الذي تعيشه 36 عائلة تسكن بعمارة الموت بواد قريش، وكانت (أخبار اليوم)، قد أشارت في العديد من المرات إلى الخطر المحدق بها في ظل تدهور وضع البناية. أكدت ممثلة العائلات المحتجة في اتصالها ب (أخبار اليوم)، عن غضبها الناتج عن سياسة التهميش والإقصاء التي تمس 36 عائلة بواد قريش منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهذا بعد واقعة انفجار الغاز التي حدثت بالعمارة المعنية في 2010 والتي خلفت ضحايا ولا زالت آثارها ماثلة إلى اليوم، فالعمارة التي تحولت إلى مجرد هيكل بعد الحريق المهول الذي نشب فيها، والأسوأ في الأمر هو الغياب التام لضروريات الحياة من ماء وكهرباء وغاز، فالعائلات التي احتملت كل هذه الظروف القاهرة طيلة السنوات الثلاث الماضية، في انتظار تحرك السلطات المحلية والتي تناستها بعد أن وعدتها بإسكانها في ظرف 24 ساعة بعد الواقعة، إلا أن هذه العائلات المنكوبة تفاجأت بأن السلطات المحلية تريد رميها في شاليهات غير قابلة لسكن البشر، بالنظر إلى حالتها الكارثية، وعلى هذا رجعت إلى شققها المنهارة بشكل كلي في انتظار فرج قد يأتي مع تجدد المجالس المحلية، ومع مرور الوقت وتضاعف المأساة، اكتشفت هذه العائلات أن السلطات المحلية تناست ولم تدرجها ضمن برامجها وتركتها تواجه مصيرها لوحدها فالبعض منها هرب عند الأقارب، والبعض الآخر لم يجد ملجأ آخر من غير بقايا شقتهم في عمارة الموت بواد قريش. فكان اللجوء إلى الاحتجاج آخر حل بيد هذه العائلات المنكوبة منذ أكثر من ثلاث سنوات، فلجأت إلى قطع الطريق بطريقة سلمية يوم الاثنين وعند تدخل مصالح الأمن بالمنطقة عاد الهدوء نسبيا إلى المنطقة خاصة أن هذه الأخيرة أي مصالح الأمن وعدت المحتجين بأخذهم إلى مصالح الولاية لوضع النقاط على الحروف، إلا أنه وحسب ممثلة العائلات المحتجة فإن الولاية تؤكد أن ملفاتهم عالقة في الدائرة، وعلى هذا فلقد اعتصمت العائلات أمام مقر الدائرة بالإضافة إلى العشرات من أبناء واد قريش المتضامنين مع هذه العائلات المنكوبة في المطالبة بحقها في الحياة خاصة أن العائلات مهددة من جهة أخرى بانهيار العمارة في أية لحظة بالنظر إلى حالة التدهور الكبيرة التي تمسها، بالإضافة إلى الأمطار الطوفانية التي تساقطت ليلة أول أمس والتي تحولت إلى كابوس بالنسبة لأفراد هذه الأسر، بعد أن باتت ليالي بيضاء في العراء خوفا من انهيار ما تبقى من العمارة، والأسوأ هو أن الشرارات الكهربائية بعد أن لجأت بعض العائلات إلى جلب كوابل الكهرباء بطرق عشوائية. فهذه العائلات التي لم تتوقع أن تحل عليها سنة 2013 وهي في حالة مزرية يحاصرها الموت من كل مكان، في ظل صمت السلطات المحلية، لذا فهي تطالب بتدخل والي الجزائر لوضع النقاط على الحروف وانتشالها من عمارة الموت بواد قريش. وقد أكد المحتجون أن مصالح ولاية الجزائر قد استقبلتهم صبيحة أمس الأربعاء، بعد أن رافقت مصالح الأمن ممثلين عن المحتجين إلى مقر ولاية الجزائر لمقابلة المسؤولين وطرح انشغالهم، فأكدت مصالح الولاية بأن هذه العائلات المقدرة ب36 عائلة ستستفيد من عملية إعادة إسكان في أقرب الآجال وتم تحديدها ما بين 24 جانفي وبداية شهر فيفري القادم، فستكون الأولوية في برنامج الترحيل لولاية الجزائر لفائدة هذه العائلات المنكوبة. ورغم هذه التأكيدات التي أدخلت بعض الارتياح على قلوب هذه الأسر، الآن بعض الشك والريبة لا يزال يحاصرهم بالنظر إلى حالة الترقب والمعاناة التي لازمتهم طيلة ثلاث سنوات، لهذا فهم يأملون بأن تجسد الولاية وعودها على أرض الواقع، فحالة الغضب لا زالت متأججة بين أبناء واد قريش بالنظر إلى التهميش الذي مسهم طيلة السنوات الماضية.