عاد سيناريو الردم تحت الإسمنت للواجهة بمجرد حلول فصل الشتاء وتهاطل السيول الجارفة المصحوبة بالبرودة الشديدة سواء بالعمارات أو بالبنايات البسيطة، حيث وجهت 6 عائلات ب 38 شارع أحمد بومعزوزة بالمدنية نداء استغاثة للسلطات الوصية قصد انتشالها من خطر انهيار البناية التي تهدد حياتهم وحياة أطفالهم منذ 19 سنة. هي غرفة لا أكثر لستة أفراد فما فوق بمدرسة قديمة منسية من العهد الاستعماري اتخذتها تلك العائلات لتحتمي بأسقفها البالية وجدرانها المهترئة التي تفتقر لشروط الحياة والنظافة حتى لا تتشرد رفقة أطفالها في الشارع الذي لا يرحم، حيث أكدت هذه الأخيرة أنها تقوم في كل مرة بمناشدة السلطات المحلية النظر في قضيتهم إلا أنها في كل مرة تقدم وعودا دون استجابة جدية سوى الاكتفاء بإرسال فرق المصالح التقنية لمعاينة البناية في الوقت الذي بقيت فيه السلطات المحلية مكتوفة الأيدي وفضلت التزام الصمت على الرغم من النداءات المتكررة حسب التصريحات التي أدلى بها محدثونا. وحسب ما أفاد به السكان المتواجدون بالمكان فإن بنايتهم لم تعد تتوفر فيها شروط الحياة كونها مهددة بالانهيار في أية لحظة. وهو الأمر الذي لم يهضمه السكان بتلك البناية وغيرها من البنايات الأخرى التي تلاقي نفس المصير كلما اقترب فصل الشتاء، خاصة أمام سياسة السلطات المنتهجة في حق هؤلاء الذين ينتظرون في كل عهدة جديدا ملموسا من المسؤول الذي تم اختياره لتسيير شؤونهم إلا أن خيبة الأمل تبقى نفسها نظرا للممارسات المنتهجة التي وصفها السكان بسياسة التماطل لتهدئة الأوضاع لا أكثر خاصة وأنهم يعيشون أوضاعا أبعد ما تكون عن متطلبات العيش الكريم. وفي هذا الشأن رفعت العائلات الست القاطنة ب 38 شارع أحمد بومعزوزة ببلدية المدنية شكوى نظرا لتهميشها من برنامج إعادة الإسكان الذي شمل عددا من المواقع الهشة بالعاصمة، مؤكدة أنها تعيش حياة أشبه بالبدائية بتلك البناية أين تتجرع المعاناة داخل مدرسة قديمة تعود إلى الحقبة الاستعمارية والتي تحولت منذ 19 سنة لمأوى مؤقت لها لا يتوفر على شروط العيش الكريم. وللإشارة فإن العائلات القاطنة هناك تستعمل مرحاضا واحدا ومساكنها عبارة عن غرفة لا تتجاوز 3 أمتار لأزيد من 7 أفراد وترتفع بها نسبة الرطوبة التي تسببت في إصابة بعض قاطنيها بأمراض مزمنة كالربو والحساسية خاصة الأطفال الصغار في مقتبل العمر والأشخاص الكبار. وحسب العائلات فإنه بالرغم من المراسلات المتكررة لمصالح البلدية وكذا الولائية إلا أن ذلك لم يشفع لهم في الحصول على مسكن لائق، مؤكدين أن مصالح البلدية اكتفت فقد بتقديم شهادة إدارية تم تحريرها بناء على تقرير الهيئة التقنية لمراقبة البناء سنة 2003 والتي تؤكد أن البناية التي تقطن بها العائلات الست تعرف عدة تشققات على مستوى الجدران والأسقف مما يستدعي ترحيلها في القريب العاجل، لكن حسب ما أفادونا به فإن هذه التقارير والتحقيقات بقيت حبرا على ورق دون أن تشهد تدخلا إيجابيا وهو الأمر الذي نددت به العائلات. وفي انتظار أن يحين موعد الترحيل تبقى تلك العائلات تناشد السلطات ضرورة التدخل العاجل لترحيلها إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال الممكنة خوفا من الموت ردما تحت الأنقاض ببناية من البنايات التي جعلت هؤلاء يعيشون سيناريو الردم كل يوم.