على غير ما كان شائعا في السابق عرفت الأسواق الفوضوية التي اختصت في ترويج الذهب تراجعا في الإقبال عليها لاسيما مع انعدام ثقة الكل في الذهب الذي يروج على مستواها بحكم التجربة، خاصة وأنه يتعرض إلى الصدأ والتلف بعد مرور سنوات معينة فلا مجال للمقارنة بينه وبين الذهب الأصلي، وكان ميل أغلب النسوة إلى المجوهرات المقلدة التي انتشرت مؤخرا سببا آخر في هجران تلك الأسواق الفوضوية على غرار سوق بن مهيدي وكذلك سوق رويسو كسوقين ذاع صيتهما على مستوى العاصمة. نسيمة خباجة من يلج تلك الأسواق يشاهد خلوها من الزبائن ما يفسر أن الكل صار لا يأمن في ذلك الذهب الذي يعرضه الباعة هناك، بحيث تتعدد القطع وتنخفض الأثمان، في الوقت الذي يلتهب فيه سعر الذهب الأصلي والمفارقة الشاسعة جعلت الشكوك تراود الكل وجعلتهم يبتعدون عن تلك الأسواق التي صارت تطاردها الشبهات من كل جانب، فتلك المجوهرات التي تلمع من بعيد من الممكن جدا أن تكتنفها الخدع لجلب الزبائن وسلبهم أموالهم بالباطل بالنظر إلى الغش الحاصل في تلك الأسواق. في هذا الصدد اقتربنا من سوق رويسو لرصد آراء المواطنين حول ذلك النوع من الذهب المعروض على مستوى تلك الأسواق فبينوا لنا تخوفاتهم من الوقوع في فخ الذهب المغشوش ودفع أموالهم في ذهب غير أصلي مما يجبرهم على عدم المغامرة خصوصا مع الفوضى الحاصلة في تلك الأسواق، فنصف كمية المجوهرات المعروضة هي مجوهرات مخلوطة بالفضة والنحاس وهي غير أصلية البتة، ما وضحته الآنسة الهام التي قالت إنها لا تثق بتلك المجوهرات أبدا خصوصا مع اللهيب الذي طبع أسعار الذهب والذي وصل إلى 5000 دينار للغرام الواحد، وبخس الأثمان على مستوى تلك الأسواق يثير العديد من الشكوك والتساؤلات لكي نخلص أن هناك فوارق عديدة بين تلك القطع المعروضة هناك وبين الذهب الأصلي. أما ريمة فقالت إنها تتخوف حتى من وطء تلك الأسواق المشبوهة والمليئة بالمنحرفين، فاقتناء الذهب من هناك والوصول به إلى البيت هو أمر صعب نوعا ما بالنظر إلى ملامح الشبان المحيطين بتلك الأسواق، وحتى النسوة هن من أصناف خاصة، لتختم بالقول أنها لا تغامر بشراء المجوهرات من هناك وترى أنه من الأحسن اقتناء الذهب من محل مختص في بيع المجوهرات لضمان الحصول على ذهب أصلي. اقتربنا من صائغ بالعاصمة لرصد رأيه في الذهب المروج بالأسواق الفوضوية فقال إنه بطبيعة الحال هو ذهب غير مضمون، وبعض قطعه المروجة غير قابلة للإصلاح أو التجديد بعد انكسارها بالنظر إلى الخلط الحاصل، فهو إما يخلط بالفضة أو بالنحاس، وقال إنه استقبل أكثر من زبونة عانت من نفس المشكل ولم يقو على تصليح تلك القطع على خلاف الذهب الأصلي جيد النوعية والذي لا نصادف فيه مثل تلك العقبات، ونصح في الأخير بضرورة الابتعاد عن تلك الأسواق بالنظر إلى الغش الحاصل فيها خصوصا مع عملية التقسيط التي يطلقها أغلب الصاغة في الوقت الحالي لتمكين الزبونات من شراء الذهب.