في ظل التهاب أسعار الذهب المرشحة للارتفاع أكثر في موسم الأفراح والأعراس لم تجد بعض الفتيات الحل إلا بالإقبال على طاولات بيع المجوهرات المقلدة التي تشبه الذهب بكثير ويستعصى التفرقة بينها وبين الذهب الحقيقي، وكانت الصفقات المربحة لأصحاب الطاولات التي تخصصت في عرض تلك المجوهرات المقلدة بالنظر إلى الإقبال الكبير عليهن لاسيما في يوم الثامن مارس من أجل اقتناء الهدايا وتبادلها· واصطفت ببعض الطاولات على مستوى ساحة الشهداء وبالضبط ب(زنيقة العرايس) أنواع كثيرة من القطع الذهبية على غرار الخواتم والسلاسل ومختلف الأنواع التي نجدها في القطع الذهبية بل أحسن منها بشهادة كل النسوة والفتيات من مختلف الأعمار اللواتي تدافعن على تلك الطاولات لانتقاء القطع التي تروق أذواقهن· وما لاحظناه أن هؤلاء الباعة عملوا على توفير كافة الأنواع التي تتلهف عليها النسوة على غرار الخواتم من آخر الموديلات، إلى جانب بعض الإكسسوارات التي تحتاجها العروس ك(المحزمة) و(المسكية) و(الكتاب)، (السبيعيات)، (السبيكة)، إلى غيرها من القطع الأخرى المختلفة· انتهزنا الفرصة واقتربنا من هؤلاء الباعة وكذا النسوة فبيّن انسجامهن مع تلك المعروضات في ظل اللهيب الذي يعرفه الذهب خاصة وأنه يستعصى التفريق بين تلك القطع وبين القطع الأصلية، منهن السيدة كلثوم التي كانت برفقة ابنتها وعكفت على اختيار خاتم لها بغرض استعماله في عرس أحد الأقارب، وقالت إن الخواتم جذابة ولا يمكن للمرء منا القول إنها ليست ذهبا بالنظر إلى تنميقها المضاعف، حتى أننا لا نعثر على هذه الموديلات عند الصائغ، واختارت لابنتها خاتما لم يكلفها سوى 500 دينار وسلسلة بسعر 1000 دينار تلك القطع التي لو كانت ذهبا لا يمكن اقتناؤها إلا بدفع عشرات الملايين· فتاة مقبلة على الزواج في الصيف القادم قالت إن تلك الأنواع كانت الحل البديل لها ولأمثالها في ظل الارتفاع الرهيب الذي شهدته مختلف القطع الذهبية في السنوات الأخيرة، وصارت تلك الطاولات مجالا فسيحا لعرض مختلف الأنواع التي صارت منافسة للقطع الذهبية، وأضافت أنها اقتنت معاصم لليد من نوع سبيعيات بمبلغ 2000 دينار ويتوفر نفس النوع على مستوى الصاغة بمبلغ 20 مليون، فهي لا يسعها تغطية تكاليف العرس وإضافة ذلك المبلغ الباهظ على كاهل عائلتها واختارت المجوهرات المقلدة لاجتياز ذلك اليوم· سيدة أخرى كانت مع زوجها اختارت سلسلة ذهبية من نوع (سبيكا) ملحقة بمعصم لليد واقتنتها بمبلغ 3000 دينار، وعبرت أنها لا يمكنها اقتناؤها من عند الصاغة، وأعجبت بالموديل منذ فترة طويلة، وتوفيرها عند هؤلاء الباعة مكنها من اقتنائها لاجتياز بعض أعراس العائلة· اقتربنا من أحد الباعة وسألناه عن مستوى البيع وكذا مدة صلاحية تلك القطع المقلدة فقال إن الإقبال كبير من طرف النسوة والفتيات ولم يبق الحل إلا بإقبالهن على المجوهرات المقلدة للتخفيف من هوسهن بالذهب، خاصة وأنه توفرت كل القطع حتى أننا لا نجد بعض القطع حتى في الذهب الأصلي، في حين نجدها متوفرة في القطع المقلدة· وعن مدة الصلاحية أجاب أنها يمكن أن تصل إلى سنوات في حال الحفاظ على القطع وإبعادها عن البلل بالعطور أو المياه أو أي محاليل أخرى· وبذلك باتت المجوهرات المقلدة مجالا فسيحا للمهووسات بالذهب بعد أن بات يوفر شتى الموديلات قد لا نجدها في الذهب الأصلي وبأبخس الأثمان·