"الصرف" بالشكارة لدى المحلات متسولون يكسبون 4000 دينار يومياً قد يتعدى المدخول اليومي من التسول 4000 دينار جزائري وهو ما يعادل 12 مليون سنتيم في الشهر، وهو المدخول الذي لا يقبضه حتى من وصل إلى درجات من العلم، وأصبح المتسول مثله مثل من يشغل منصبا مرموقا في الدولة، ما وقفنا عليه ونحن نترصد خطوات المتسولين الذي يركضون بصرفهم إلى المحلات على مستوى العاصمة من اجل الحصول على ورقات نقدية من فئات 500 و1000 دينار، ويكون المبلغ المحصل عليه من 3500 إلى 4000 دينار في اليوم الواحد ولا يتأخر بعض أصحاب المحلات على قبض الصرف وتسليم ما يعادل قيمته نقدا كون أن حمل ذلك "الصرف" المعتبر يزعج المتسولين ويفضلون الأوراق النقدية بدله. نسيمة خباجة ما اخبرنا به أصحاب العديد من المحلات الذين اقتربنا منهم واخترنا في استطلاعنا النواحي التي يكثر فيها المتسولون على غرار باب الوادي، بلكور العتيق، ساحة الشهداء،.. لرصد الوضع عن قرب فاصطدمنا بحقائق تستغرب لها العقول وتعقد لها الألسن بحيث يهب هؤلاء المتسولين إلى المحلات وهم محملين بالصرف حتى قبل انتهاء اليوم من اجل استبداله بالأوراق النقدية كحل أسرع وأسهل، ويفضلونها على حمل تلك الكمية الهائلة من الصرف التي يجنونه من الحرفة ومن سطوهم على الناس، كون ان هناك فئات واسعة لازالت تعطف عليهم بعد دغدغة مشاعرها بتلك المناظر البائسة والبكاء والعويل على الرغم من التحذيرات التي يطلقها الكل من احتمال وقوع البعض ضحايا لاحتيالهم وخداعهم المستمر. ما رصده لنا صاحب محل للهاتف العمومي بساحة الشهداء الذي قال انه يستقبل في اليوم الواحد العديد منهم وهم محملين بالصرف قصد استبداله بالأوراق النقدية، ويبدأ استقبالهم بعد الزوال ولا ينته اليوم حتى يصلون إلى 2500 دينار جزائري يستبدلها لهم بيده بعد تقديمهم تلك القطع النقدية التي تختلف قيمتها وتتراوح من 10 إلى 20 و50 وحتى 100 دينار ورأى أن المبالغ المحققة من الحرفة هي جد معتبرة مما أدى بهم إلى مواصلة الحرفة فهم أحسن بكثير من عامل أجير وحتى من الشاغلين لمناصب مرموقة في الدولة. نفس ما بينه بائع لمواد التجميل بالقبة إذ قال أن بعض المتسولين يتوافدون عليه إلى حد عدم القدرة على تغطية متطلباتهم في ظل انخفاض مدخوله اليومي، ورأى أن أغلبيتهم تتعدى مبالغهم المحصلة مبلغ 3000 دينار في اليوم الواحد وهو مبلغ مرتفع لا يخيل كسبه من حرفة التسول إلا أنها الحقيقة خاصة وان من المتسولين من يتقنون التمثيل ولعب ادوار المحتاجين فيصدقهم البعض ويتصدقون عليهم بمبالغ كبيرة قد تصل إلى 1000 دينار خاصة وان كان الشخص ميسور فلا يتوانى على التصدق بذلك المبلغ على احدهم شرط الدعاء له بفك كربته بسبب مرض آو مكروه ما، وما إن يمسك المتسول المبلغ حتى يذهب في الدعاء وتتهاطل على المتصدق تلك الدعوات التي كانت مقابل ثمن معتبر وقال انه يدهش لأناس لازالوا يقعون في فخاخهم على الرغم من التجارب التي نعايشها بصفة متكررة والتي تجسد غدر وخداع الكثير منهم. تلك المداخيل الضخمة تعكس الثروات الطائلة التي يمتلكها بعض المتسولين والتي مكنتهم من بناء فيلات فخمة في مقاطعات راقية بعد نهبهم أموال الناس بالباطل ويحدث ذلك في ظل السكوت التام عن الظاهرة التي نخرت مجتمعنا وشوهت شوارعنا واقتسمت امتهانها شرائح عمرية مختلفة فمن الطفل إلى الشاب إلى العجوز ولكل حيلته في جلب استعطاف الناس، ولم يسلم حتى الرضع والمعاقين والمختلون عقليا من استغلالهم في التسول من اجل تضخيم المداخيل لفئاتهم.