تصطدم النسوة في كل سنة بمشكل ارتفاع سعر الثوم الذي يعد حضوره أساسيا في تتبيل الأطباق لاسيما الأطباق التقليدية التي تعتمد كثيرا على الثوم، بحيث ارتفع سعره في هذه الآونة إلى حدود 500 دينار للكيلوغرام الواحد فأكثر خاصة وان موسمه قد مضى مما أدى إلى ارتفاع سعره خارج الموسم وهو الأمر الذي لم تتقبله النسوة خاصة وان السعر المتداول يفوق قدراتهن المادية، ووجدن الحل في تلك الأكياس الصغيرة التي تعرض ثوما صينيا بأسعار معقولة تتراوح ما بين 80 إلى 100 دينار وعلى الرغم من اختلاف نكهته عن الثوم المحلي الذي يتفوق عليه من حيث الذوق إلا أن عامل السعر كان الأقوى في ميل النسوة إلى اقتنائه. نسيمة خباجة لا حديث بين النسوة إلا عن الارتفاع الذي مس الثوم كمادة أساسية وهو الالتهاب الذي يمس بعض المواد من وقت لآخر بحيث عرف الليمون نفس الأزمة في الصائفة الفارطة ووصل إلى نفس الحدود، ليليه في هذه المرة الثوم وهو ليس بالمشكل الجديد إذ تصادفه النسوة في مثل هذه الفترات التي تعرف خلالها أسعاره التهابا ملحوظا. وكان مآلهن إلى الثوم الصيني ومنهن حتى من اختارت مساحيق الثوم على شكل توابل والتي ينخفض سعرها هي الأخرى مقارنه مع أسعار الثوم المحلي، اقتربنا من بعض النسوة على مستوى الأسواق فبين انزعاجهن من الارتفاع الذي مس الثوم كمادة أساسية يفترض حضورها في اغلب الأطباق من اجل إضفاء الذوق عليها كما قالت سيدة من باب الوادي بحيث أدهشها الارتفاع الذي مس الثوم في هذه الآونة إلى حد استعصاء جلبه وهو على ذلك السعر، وكان مصير اغلب النسوة اللجوء إلى الثوم الصيني أو مساحيق الثوم بغية استعمالها في الأطباق. أما السيدة مريم من القبة فقالت أنها وجدت الحل في الثوم الذي جففته تزامنا مع موسمه السنة الفارطة بحيث جففت كمية معتبر على مستوى شرفة البيت ولم يؤثر عليها الارتفاع، وأضافت أنها تعتمد نفس الحل في كل سنة وتجلب كمية معتبرة أثناء انخفاض سعره في موسم جنيه وتحتفظ بها لاستعمالها طيلة السنة أو كما يعرف ب"العولة" ولا تجد أي إحراج بعد ذلك بعد أن وضعت حسابا مسبقا للمشكل المتكرر سنويا. اقتربنا من احد البائعين على مستوى سوق المرادية الذي كان يعرض الثوم ب 550 دينار واستفسرناه عن سبب ارتفاع الأسعار وبلوغها ذلك الحد فردّ انه بطبيعة الحال توفير السلعة خارج موسمها يقترن دوما بارتفاع أسعارها "خاصة وأننا نقتنيها من سوق الجملة على تلك الأسعار المرتفعة ومن غير المعقول بيعها بأسعار بخسة في أسواق الجملة خاصة وان سعر التجزئة يخضع إلى سعر الجملة ويرتفع وينخفض تبعا له"، ووجد أن سعر 500 دينار هو ملائم خاصة وانه في السنوات الماضية ارتفع إلى حدود 800 دينار في مثل هذه الآونة، وأعلمنا أن الأسعار ستنخفض كون أن موسم جني الثوم الجديد قد قرب وهو مع بداية شهر افريل وستعرف الأسعار انخفاضا معتبرا بعد توفر المحصول.