الثوم هو من بين المواد التي يحتاجها المواطنون كثيرا في تحضري أطباقهم، خاصة منهم ربا البيوت طبعا، ولكن هذه المادة ليست، او لم تعد في متناول الجميع، والكثير من ربات البيوت صرن يقللن من هذه المادة في الطعام، أما أخريات فصرن يفضلن مسحوق الثوم، او الثوم المستورد من الصين، رغم رداءة نوعيته. مصطفى مهدي تكفي زيارة بسيطة لبعض أسواق العاصمة للوقوف على أسعار مادة الثوم، والحلول الموجودة أمام المواطنين في مواجهة الغلاء الفاحش لهذه المادة، وكان المتسوقون في سوق هواء فرنسا يتساءلون عن السبب الذي أدى إلى ارتفاع سعر الثوم في المدة الأخيرة، هذه المادة التي تحتاجها ربات البيوت في الطبخ، وفي إضافة نكهة خاصة على أطباقها، فهي ليست مادة ثانوية، بل أساسية، لا يمكن لبعض الأطباق أن تحضر دونها، وهو الأمر الذي جعل النسوة اللائي كن يشترين يتذمرن من سعر هذه المادة الذي التهب في المدة الأخيرة، وعندما اقتربنا من بعض الباعة قال لنا كمال انه يبيع الكيلوغرام الواحد بثمانمائة وخمسين دينارا، وان الثوم الصيني يبيعه بسبعمائة دينار، وان ارتفاع الأسعار ليس ذنبه، او ليس ومن رفعها، ولا بائعو التجزئة، ولكن هذه المادة نصت من السوق، وهو، يقول لنا، يشتري الكيلوغرام ب830 دينارا، فمن الطبيعي أن يبيعها بذلك السعر، لكن السيدة بهية، والتي اشترت بضع حبات، قالت لنا أنّ الأمر غير طبيعي، أي أن يرتفع سعر الثوم من خمسمائة دينار، إلى 850 دينارا، وتقول انه لا بد أن تقف عند الأمر، فالتجّار، تقول لنا يفعلون يرفعون الأسعار متى أرادوا ولا يتحدث احد معهم، فلا مصلحة مراقبة الأسعار تتكفل بهم ولا شيء، وإلاّ كيف تفسرون، تقول، اختلاف الأسعار من سوق لأخرى، وهو دليل على أنّ تجّار التجزئة يستغلون الفرص لكي يرفعوا الأسعار، ويمتصوا المواطنين الفقراء، وتضيف أنها صارت تشتري مسحوق ا لثوم الذي لا تتحمل حتى رائحته قبل الطهو، ولكنها مضطرة إلى ذلك. أما راضية، فهي الأخرى كانت تتحدث إلى البائع واتهمته بأنه سارق، وكانت جد غاضبة عندما تحدثنا إليها، حيث قالت انه لو تعلق الأمر بمادة أخرى لهان الأمر، ولقاطعتها وانتهى، ولكن بما أنّ الثوم تحتاجه في كل الأطباق، او أكثرها، فان الأمر يُعتبر استغلالا، وتقول لنا انه في كل مرة يرفعون فيه ثمن مادة ما تقاطعها، وتتجه إلى شراء الثوم الصيني عديم الجودة، هكذا فكرت محدثتنا، ولكن السخط كان بادياً على بعض المواطنين، فيما صار آخرون يشترون كميات كبيرة عندما ينخفض ثمنه ليقوموا بتجفيفه، وهو ما تفعله نادية تقول أنها تشتغل الفترات التي ينخفض فيها سعره، كالربيع، وتشتري كميات كبيرة لتجفيفه.