يبدو أن مشكل غلاء البيض والذي وصل إلى 11ديناراً ببعض المقاطعات بدل 10 دنانير خلق لدى العائلات الجزائرية عادات جديدة من شانها أن تعمل على توفير البيض واجتياز عقبة غلائه، بحيث تهافتت بعض العائلات على اقتناء الدجاج الحي لتوفير البيض بالبيت بدل جلبه من السوق. خ. نسيمة واذا كانت تلك العادة تعود بالسلب على المدن الحضرية وتشوه منظرها العام إلا أن بعض العائلات استسهلت كل شيء لتوفير البيض للأبناء كونه من بين المواد الأساسية المعوضة للحم في اغلب الأسر. تهافتت الكثيرُ من العائلات على الأسواق التي تعرض الدجاج الحي أو ما يصطلح عليه "جاج عرب" ليس بغرض أكله وإنما للاحتفاظ به وتربيته قصد إنتاج البيض بطريقة تقليدية في البيوت بعد أن عُرف ذلك الدجاج بكثرة إنتاجه للبيض، وهو الحل الذي اهتدت إليه بعض العائلات ودفعت دفعا إليه لتسلم من نار أسعاره بحيث وصل الطبق الواحد من البيض إلى 350 دج والذي يحوي في مجمله 30 بيضة. وهو الأمر الذي لم تتقبله العائلات الجزائرية خاصة وان مادة البيض هي من بين المواد التي تعرف استهلاكا واسعا بين الجزائريين لاستعماله في الوجبات وكذا في إعداد بعض أنواع الحلويات في البيت وارتفاع أسعاره من شانه أن يحرمهم من تلك المادة ما دفعهم إلى الاستنجاد بالدجاج الحي الذي يغنيهم عن اقتناء البيض بعد عزمهم على توفيره بالبيت. وتوفر بيع الدجاج الحي على مستوى الأسواق الشعبية وكذا بالطرق السريعة مكَّن العائلات من اقتنائه من دون أي إشكال، والاحتفاظ به لتوفير البيض بالمنزل، خاصة وان ذلك الدجاج عرف ببخس أثمانه فلا يتعدى سعر الدجاجة الواحدة 300 دينار ونجده ينخفض عن سعر طبق يحوي 30 بيضة. اقتربنا من بعض المواطنين للوقوف على تلك العادة الجديدة التي تولدت عن ارتفاع سعر البيض كمادة أساسية لدى اغلب العائلات، فقالت السيدة وهيبة القاطنة بالعاصمة أنها اعتادت على تربية الدجاج من ذي قبل وهو الأمر الذي مكنها من توفير البيض وأغناها عن الاكتواء بنار أسعاره الملتهِبة التي لم تستقر في الآونة الأخيرة، وعن كيفية تربيته قالت إن أسفل عمارتهم يوجد قبوٌ غير مستعمل احتفظت فيه بدجاجاتها الثلاث مما مكنها من توفير مادة البيض وأحياناً تهدي بعض الحبات إلى جيرانها من باب الكرم فهي تستفيد وتفيد الآخرين في نفس الوقت. أما الشيخ عزيز فقال إن فكرة تربية الدجاج كانت تدور برأسه كثيرا وما جسدها فعليا هو ارتفاع ثمن البيض فعمد على التنقل إلى سوق "مقطع خيرة" مؤخرا وجلب منه أربع دجاجات ومن شأن ذلك الحل أن يريحه من معضلة ارتفاع ثمن البيض وعدم استقراره البتة في الآونة الأخيرة. تنقلنا إلى بعض الباعة ببعض الأسواق المنتشرة بالعاصمة لرصد أسباب ارتفاع ثمن البيض في سوق التجزئة فكانت الأسباب نفسها والتي باتت تتكرر على أفواههم في كل مرة، وجعلوا مرد ارتفاع أسعاره إلى ارتفاعها في سوق الجملة بحيث ارتفعت إلى 220 و250 دج للطبق الواحد مما أدى بهم إلى رفعها في سوق التجزئة وعدم تكبدهم الخسارة وجعل هامش الربح على كاهل المستهلكين.