وعد بإجراء تحقيق دولي "دقيق" أوباما يحذّر سوريا مجدّدا بشأن الأسلحة الكيميائية وجّه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحذيرا جديدا إلى سوريا من أن استخدام أسلحة كيميائية يمكن أن يؤدّي إلى (تغيير قواعد اللّعبة)، بينما يواجه ضغوطا داخل الولايات المتّحدة وفي الخارج للتدخّل في النّزاع في هذا البلد. لكن بعد يوم واحد من تصريحات مسؤولين أمريكيين بأنهم يشتبهون في أن غاز السارين المميت أطلق في هجمات محدودة، قال أوباما محذّرا إن واشنطن يجب أن تتحرّك بحذر وتعرف بدقّة كيف ومتى استخدمت هذه الأسلحة. ووعد الرئيس الأمريكي الذي كان حذّر الرئيس السوري بشار الأسد من أن استخدام أسلحة كيميائية سيعني (تجاوز الخطّ الأحمر)، بإجراء تحقيق (دقيق) أمريكي ودولي بشأن المعلومات الأخيرة، لكنه بدا متحفّظا بخصوص شنّ عمل عسكري استنادا إلى تقارير الاستخبارات حول استخدام أسلحة كيميائية مع أن مسؤولين ووسائل إعلام أكّدوا أن هذا ما حدث بالضبط. وكرّر أوباما خلال لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد اللّه الثاني في البيت الأبيض أن استخدام أسلحة كيميائية سيشكّل (تغييرا في قواعد اللّعبة)، وقال: (أعتقد أننا جميعا وليس في الولايات المتّحدة وحدها، بل في جميع أنحاء العالم نعترف بأننا لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي، وأن نسمح باستخدام منهجي لأسلحة مثل الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين). لكن الرئيس الأمريكي بدا متردّدا في إقحام الولايات المتّحدة في عمل عسكري في سوريا بعد انسحابها من العراق، وقال: (يجب أن نتحرّك بحذر، علينا أن نحقّق بدقّة). وقال مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته: (شاهدنا أفلاما سيّئة يُنظر فيها إلى الاستخبارات على أنها دفعت باتجاه قرارات سياسية ثبُت بعد ذلك أنها خاطئة). ويشير المسؤول بذلك إلى تأكيدات إدارة الرئيس السابق جورج بوش (تبيّن بعد ذلك أنها خاطئة) عن وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق وشكّلت المبرّر لغزو هذا البلد في 2003 الذي أدّى إلى مقتل 4500 جندي أمريكي. ودعت المعارضة السورية مجلس الأمن الدولي إلى اتّخاذ إجراءات فورية بفرض منطقة للحظر الجوي، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الأدلّة المتزايدة عن استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه (جدّية للغاية). كان أوباما حذّر أكثر من مرّة نظام الأسد من مغبّة اللّجوء إلى مخزونه من الأسلحة الكيميائية، مؤكّدا خصوصا في 20 مارس الماضي في أسرائيل أنه سيكون (خطأ خطيرا ومفجعا) يؤدّي إلى (تغيير قواعد اللّعبة). وأثارت هذه التطوّرات ردّ فعل عنيف في الكونغرس الأمريكي، حيث يحضّ بعض النواب الجمهوريين منذ وقت طويل أوباما على اتّخاذ موقف أكثر تشدّدا حيال نظام الأسد بعد أكثر من عامين على اندلاع حركة الاحتجاج الدامية في سوريا. وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن (رئيس الولايات المتّحدة قال إنه إذا استخدم بشار الأسد أسلحة كيميائية فإن ذلك سيغيّر كلّ شيء ويتجاوز خطّا أحمر)، وأضاف: (أعتقد أن من الواضح أن خطّا أحمر قد تمّ تجاوزه).