بعدما كانت عادة مقتصرة على الفتيات عدوى تقليد الأتراك تنتقل إلى الشبان مع حلول فصل الربيع أضحت صالونات الحلاقة ومحلات الألبسة الحديثة سيما التركية قبلة الجنس اللطيف، حيث تصرف بعضهن أموالا طائلة وتخصص مبلغًا ماليا كل شهر خاص بالحلاقة للاعتناء بجمالها، فمعظم الفتيات، إن لم نقل الكل يطمحن إلى تحقيق نوع من الأناقة، فيقتنين وسائل الزينة بتعدد أشكالها، ويتخذن من صالونات الحلاقة مكانا ضروريا يداومن عليه بكل حرص واهتمام. تبالغ المرأة في زينتها واهتمامها بالمظهر الخارجي وإفراطها في استعمال كل ما يتعلق بجمالها من مكياج ولباس، يتماشى مع الموضة، وأصبحن يقلدن ممثلات الأفلام التركية ك (فيلم فاطمة) و(ايزال) سواء في تسريحات الشعر أو حتى اللوك، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الفتيات فقط بل تنقلت حمى التقليد في الأناقة إلى الشباب الذين بدورهم يقلدون المشاهير من الفنانين المعروفين على غرار (عمارالكسوفي) و(كريم)، لتتحول الظاهرة إلى هاجس حقيقي وملفتة للانتباه، فقد أصبح الجنس اللطيف والرجال يهتمون بالقنوات الإعلامية بكل ما تقدمه من ماركات وآخر لمسات الموضة ويظهر ذلك في شكل حصص يتم فيها عرض أزياء الرجال وكيفية الاهتمام بأناقتهم، وهذا ما يؤدي إلى صعوبة التفريق بين الرجال وبين الجنس اللطيف، هم شبان في مقتبل العمر يعتزون برجولتهم إلى درجة كبيرة من الغرور والافتخار بالذات وبحكم ظروف معينة مالوا ميلا شديدًا إلى الجمال النسوي الذي يعد ضمن أولويات يوميات كل امرأة شغوفة بأناقتها، هؤلاء الفئة من الرجال تجدهم في كل مكان بدءا من الشارع، الثانويات والجامعات، حيث تراهم وهم في كامل أناقتهم بداية من تسريحة الشعر العصرية التي تحمل عنوانا لممثل أو فنان أو حتى مطرب فيتخذها الشاب كما يحدث هذه الأيام، خاصة انبهارهم بالممثل التركي (كريم) والكل يريد تقمص شخصيته خاصة في المظهر وكل حسب ميوله. مرورًا بالبذلة العصرية والتي تكون بدورها ذات رموز خاصة وصولا إلى الحذاء اللامع، ومازاد الطين بلة هو انغماس الأناقة في دم الرجل لدرجة التقزز بسبب المبالغة فيها، فهناك من الرجال من لا يعجز عن تلميع حذائه بين الفينة والأخرى وتسريح شعره في كل لحظة وهو في دوام عمله، لا يتوانى عن التوقف برهة بفعل كل هذا ناهيك عن تجديد عطره يوميا، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة موضة غريبة بين المراهقين بحيث أصبحوا لا يجدون حرجًا في استعمال صبغة الشعر باللون الأصفر والأحمر والبنفسجي وغيرها، وما زادهم أناقة وضع الأقراط البراقة على مستوى الأذن والأنف ذهبية أو فضة، وبهذا اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا لا نفرق بين الجنس اللطيف والخشن (الله يرحم أيام الزمان)، كانت للرجل هيبته وكرامته.