الجمال والأناقة صفة خاصة بالجنس اللطيف، حيث تصرف بعضهن أموالا طائلة وتخصص مبلغًا ماليا كل شهر خاص بالحلاقة للاعتناء بجمالها، فمعظم الفتيات، إن لم نقل الكل يطمحن الى تحقيق نوع من الأناقة، فيقبلن على وسائل الزينة بتعدد أشكالها، ويتخذن من صالونات الحلاقة مكانا ضروريا يداومن عليه بكل حرص واهتمام، ولعل مبالغة المرأة في زينتها واهتمامها بالمظهر الخارجي وإفراطها في استعمال كل ما يتعلق بجمالها من مكياج ولباس، يتماشى مع الموضة، لا يحدث استغرابا ودهشة مقارنة بالرجل الذي انتقل هوس الأناقة لديه، وبات صورة ملفتة للانتباه، ليتحول بذلك إلى عنوان لامع برّاق يجذب الطرفين معا الرجل والمرأة على حد سواء· لقد أصبح الرجل يهتم بالقنوات الإعلامية بكل ما تقدمه من ماركات وآخر لمسات الموضة، ويظهر ذلك في شكل حصص يتم فيها عرض أزياء الرجال وكيفية الاهتمام بأناقتهم ولا نقصد من ذلك المخنثين) أو أشباه الرجال (وهذا ما يؤدي إلى صعوبة التفريق بينه وبين الجنس اللطيف وإنما هم شبان في مقتبل العمر يعتزون برجولتهم إلى درجة كبيرة من الغرور والافتخار بالذات، وبحكم ظروف معينة مالوا ميلا شديدًا إلى الجمال النسوي الذي يعد ضمن أولويات يوميات كل امرأة شغوفة بأناقتها، هؤلاء الفئة من الرجال تجدهم في كل مكان، ويلفتون انتباهك أكثر في الثانويات والجامعات خاصة، حيث أنهم يقلدون الممثلين والفنانين وحتى المطربين، كما يحدث هذه الأيام من خلال انبهارهم بالممثل التركي (الذي يلعب دور كريم في فيلم فاطمة) والكل يريد تقمص شخصيته خاصة في المظهر وكل حسب ميوله، حيث خطف هذا الأخير الأضواء من مهند الذي انبهرت العائلات الجزائرية بجماله وشخصيته خصوصا الشابات والشباب، مرورًا بالبذلة العصرية والتي تكون بدورها ذات رموز خاصة وصولا إلى الحذاء اللامع، ومازاد الطين بلة هو انغماس الأناقة في دم الرجل لدرجة التقزز بسبب المبالغة فيها، فهناك من الرجال من لا يعجز عن تلميع حذائه بين الفينة والأخرى وتسريح شعره في كل لحظة وهو في دوام عمله، لا يتوانى عن التوقف برهة بفعل كل هذا، ناهيك عن تجديد عطره يوميا ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل ما اكتشفناه ووقفنا على حقيقته أن شابا أول ما فتح محفظته وقع نظرنا على مرآة وبعض وسائل التزيين داخل (الحقيبة)، وهناك من الرجال من يفضل استعمال العطر النسائي، وفي هذا السياق تروي (إيمان ·ي) أنها استقلت يومًا سيارة أجرة، حيث جلس بجانبها رجل ظنته امرأة لكثرة حركاته، فتارة يرمي بيديه إلى شعره وتارة أخرى لربطة عنقه ولم يبتعد عن تأمل نفسه في المرآة طوال مدة السفر، والأكثر من ذلك مظهره الغريب الباعث على الاشمئزاز، حيث كان يرتدي سروالا ممزوج الألوان الباهية وكأنه مركب من مجموع قطع منفردة، ضف إلى ذلك القرط الذي وضعه في أنفه بكل افتخار، كما ظهرت مؤخرًا موضة عجيبة بين المراهقين، بحيث أصبحوا لا يجدون حرجًا في استعمال صباغة الشعر باللون الأصفر والأحمر والبنفسجي وغيرها، ومازادهم أناقة وضع الأقراط البراقة على مستوى الأذن والأنف ذهبية أو فضية وبهذا اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا لا نفرق بين الشاب والشابة· ولله في خلقه شؤون·