الإقامات الجامعية لم تعد آمنة طالبات الإقامات في مواجهة المنحرفين اعتداءات ورعب وانحلال أخلاقي.. وسلطات غائبة أصبحت الإقامات الجامعية للبنات في الجزائر في الأيّام والأسابيع والأشهر القليلة الماضية (قِبلة للمنحرفين) على مختلف أشكالهم وعرضة للاعتداءات المتكرّرة، سواء بالسرقة أو الاعتداء الجسدي بالضرب على الطالبات وغيرها، إلى جانب غياب الأمن داخل حرم الإقامات، وهو الشيء الذي ساعد هذه الظاهرة على الاستفحال، ويضاف إلى ذلك كلّه تدنّي أخلاق بعض الطالبات، ناهيك عن ضعف الإجراءات الأمنية التي (تشجّع) المنحرفين على اقتحام بعض الإقامات والاعتداء على الطالبات. تشهد كثير من الإقامات الجامعية الخاصّة بالبنات عبر التراب الوطني نقصا فادحا في توفير الأمن للطالبات المقيمات ومراقبة سير الأمور بها، حيث أصبح الخطر مزدوجا مصدره بعض الغرباء المنحرفين من جهة وفيروس الانحلال الأخلاقي من جهة أخرى، إلى جانب تواطؤ بعض رجال الأمن مع بعض الشباب المنحرفين لتحقيق أغراضهم الدنيئة والاعتداء على طالبات الإقامات الجامعية عوض تقديم الأمن والحماية لهنّ، ومن هنا نلاحظ أن الإقامات الجامعية في الجزائر تعيش وضعا مخجلا نظرا لما يحدث في جامعاتنا. إقامة أولاد فايت تستنجد في سياق ما تطرّقنا إليه قامت طالبات الإقامة الجامعية للبنات أولاد فايت 3، الواقعة غرب العاصمة، بتنظيم مسيرة طلاّبية في ساحة الإقامة تحت لواء الاتحاد العام الطلاّبي الحرّ من أجل التنديد بما حصل ومطالبة الوصاية بالتدخّل من أجل وضع حدّ لما أسمينه بالمهزلة في التسيير، رافعات شعارات عديدة ك (يا للعار إدارة بلا قرار)، مطالبات مدير الإقامة بحلّ كلّ المشاكل العالقة لا سيّما مشكل الأمن. عرفت الإقامة الجامعية أوّل أمس حالة من الهلع وسط طالبات الإقامة بسبب عراك حصل بين أعوان الأمن ومنحرفين حاولوا اقتحام الإقامة بالقوة باستعمال أسلحة بيضاء ومتاريس من حديد، الأمر الذي حرّك حفيظة الطالبات جرّاء ما يحدث، لا سيّما في ظلّ غياب خطّة أمنية محكمة في هذه الإقامة التي تعرف حالة من الفوضى واللاّ استقرار جرّاء التسيير السلبي لها وعدم الاهتمام بتحصين الإقامة أمنيا. وقد علمت (أخبار اليوم) من مصادر موثوقة بأن الإقامة تعرف حالة من الفوضى وعدم الاستقرار على حدّ ما عبّرت به طالباتها، إضافة إلى وجود صور غير مكتمل، ما سهّل دخول منحرف كان يتربّص من جهة هذا الصور غير الكامل، والذي اعتدّى على طالبة ضربا وسرق هاتفها النقّال، ما دفع محدّثنا إلى التساؤل: كيف يسيّر عدد قليل من أعوان الأمن إقامة كبيرة مثل أولاد فايت 3 في حين تشتكي الطالبات من الوضعية (الكارثية) للإقامة، لا سيّما من الجانب الأمني؟ فيما اتّهمت الطالبات المقيمات بعين المكان أعوان الأمن بعدم أداء مهامهم وتواطئهم مع منحرفين في الخارج، ما يؤدّي إلى تهديدهن بالضرب في حين هناك سكوت تامّ للوصاية وعلى رأسها مدير إقامة أولاد فايت 3 الذي لم يحرّك ساكنا إزاء كلّ ما يحدث في حرم الإقامة الجامعية. وتضيف بعض طالبات الإقامة في سياق حديثهن: (لقد تعوّدنا على مثل هذه المظاهر التي بين الفينة والأخرى دون تدخّل للمسؤولين أو حتى تكليف أنفسهم عناء إتمام صور لا يكلّف إلاّ القليل من ميزانية ضخمة، إهمال المسؤولين كاد يكلّفنا خسائر كبيرة). وقد خلقت هذه الاحتكاكات حالة احتقان وغضب كبير لدى الطالبات أدّى بهنّ إلى الخروج في مسيرة طلاّبية في ساحة الإقامة تحت لواء الاتحاد العام الطلاّبي الحرّ من أجل التنديد بما حصل ومطالبة الوصاية بالتدخّل من أجل وضع حدّ لما أسميه بالمهزلة في التسيير، رافعات شعارات عديدة ك (يا للعار إدارة بلا قرار)، مطالبات مدير الإقامة بحلّ كلّ المشاكل العالقة، لا سيّما مشكل الأمن. وفي نفس الموضوع صرّح لطفي عوان ممثّل عن فرع بن عكنون للطلاّبي الحرّ بأن ما حدث من مناوشات يعود أساسا إلى إهمال الوصاية لدورها والتعدّي الحاصل على الطالبة أمر لا يسكت عنه، مؤكّدا أنه في حال عدم تنفيذ المطالب سيتمّ توسيع ورفع نطاق الاحتجاج إلى مستوى أكبر، لا سيّما يضيف لطفي بعد تفشّي ظاهرة تهديد الطالبات من طرف منحرفين داخل وخارج الإقامة، الأمر الذي يدفعنا إلى رفع حالة التأهّب إلى أقصى درجة، طالبين من الوصاية التدخّل لوضع حدّ لهذه التجاوزات الخطيرة. طالبات سكّيرات! من جهة أخرى، عاشت الإقامة الجامعية (للإخوة بوحجة) للبنات بمرج الذيب بولاية سكيكدة أوّل أمس حالة رعب سبّبتها هذه المرّة طالبات من حرم الإقامة الجامعية. حيث تحوّلت ساحة الإقامة الجامعية إلى مسرح يعرض أفلام الرّعب وما تتخلّله من مناوشات وشجارات عنيفة تسبّبت فيها ثلاث طالبات قدمن إلى الحي الجامعي في حالة سكر ساعدهن على الدخول أعوان الأمن الداخلي، ما أسفر عن وقوع جرحي، إذ استدعى الأمر تدخّل مصالح الأمن، وقد أثارت حالتهن حالة من الفوضى بعد تفوّههن بكلام فاحش والصراخ. وما زاد الطين بلّة هو تعرّض الطالبات الثلاث لبعض الطالبات المقيمات بالحي، واللواتي أصررن على طردهن من الحرم، لتتطوّر الأمور بعد أن عمّت الفوضى واتّسعت رقعة الغضب لتعمّ كافّة أجنحة الإقامة، ممّا دفع إلى خروج المقيمات من الغرف ومطالبتهن بمحاسبة أعوان الأمن الذين سمحوا لهنّ بالدخول في تلك الحالة المخزية لطالبات قدمن من ولاياتهن لتحصيل العلم، حيث تمّ فتح تحقيق في مجريات القضية عقب تدخّل مدير الإقامة والمصالح الأمنية. وعود السلطات وسوداوية الواقع في ظلّ الاعتداءات والتحرّشات التي تلحق بطالبات الإقامة الجامعية عبر كامل التراب الوطني باختلاف ولاياته، تبقى السلطات المعنية تقف موقف التائه في مفترق الطرق وكأن الأمر أصبح خارجا عن نطاقها ولا تستطيع التحكّم في زمام الأمور مع أن الوضع كلّ يوم يزداد حدّة ويتفاقم والسلطات تتقاعس وتكتفي بإطلاق بعض الوعود التي تقول من خلالها إنها ستعزّز الأمن في الإقامات تارة وتنصب كاميرات لمراقبة ما يجري تارة أخرى، وهي وعود يناقضها الواقع الأسود. أين هو الحلّ إذن؟ ومن هو المسؤول عن تفشّي ظاهرة الانحلال الأخلاقي في الإقامات الجامعية وحتى في الحرم الجامعي الذي بات يهدّد جيل المستقبل من كلّ الجوانب، إلى جانب الاعتداءات التي لا نهاية لها؟