يعيش سكان حي سيدي الكبير ببلدية رايس حميدو، في العاصمة معاناة يومية كبيرة في ظل صعوبة إيجاد وسائل نقل تقلهم إلى وجهتهم المقصودة، وفي شهر رمضان زاد وضعهم تعقيدا، نظرا لانعدام حافلات نقل المسافرين ونظرا للنقص الفادح المسجل في وسائل النقل بهذا الحي، ويطالب هؤلاء السكان بتدخل السلطات المعنية على رأسها مديرية النقل لتوفير حافلات تفك عنهم العزلة المفروضة عليهم خصوصا ونحن في الشهر الفضيل الذي يتطلب تنقل المواطنين لقضاء حاجياتهم. وذكر بعض مواطني رايس حميدو ل(أخبار اليوم) أن غياب وسائل النقل بالمنطقة فرض عليهم عزلة رهيبة سيما في الفترة المسائية وتعود هذه الوضعية المزرية إلى أزيد من 20 سنة والأدهى من ذلك أن الحي لا يبعد عن مقر البلدية إلا كيلومترا واحد على حد تعبير هؤلاء، إلا أن الظاهرة تلازمهم كما لو كانوا في إحدى القرى المعزولة بإحدى المناطق الداخلية، وأضاف محدثونا أن وسيلة النقل الوحيدة التي توجد على مستوى الحي وكل المنطقة رغم الكثافة السكانية المعتبرة هو عدد ضئيل من سيارات الأجرة الناشطة بهذا الحي، بحيث تبلغ 9 سيارات فقط تتجه نحو مقر البلدية، أين توجد محطة الحافلات التي تقل المسافرين نحو مقصدهم سيما التي تقلهم نحو محطة كيتاني بباب الوادي، وساحة الشهداء أو الانتظار بالمحطة المتجهة إلى بينام أو عين البنيان، وحول هذه الوضعية الكارثية أكد المواطنون أنه بالرغم من مئات الشكاوي الموجهة إلى مختلف الجهات المعنية من أجل توفير الحي حافلات عمومية لنقل المسافرين وضرورة فتح خطوط أخرى لتسهيل نقل المواطنين، وبذلك سيتم امتصاص الأعداد الهائلة من المسافرين، إلا أن مطالبهم لم تلق أي رد فعل إيجابي لتغيير الوضع، كما أكد بعض المتحدثين أن مشكل النقل متواصل منذ أكثر من 20 سنة ومشاكله معروفة، لدى مصالح البلدية، إلا أن الحل ما يزال قائما دون أي تدخل للحد من معاناة السكان الذين ضاقوا ذرعا، حيث يقبع المواطنون على مستوى موقف عشوائي بالحي لساعات طويلة في غياب محطة في انتظار قدوم سيارة أجرة التي من شأنها أن تقلهم إلى الوجهة المقصودة، والمواطن الذي تفوته فرصة الركوب بها يجد نفسه مضطرا للانتظار لمدة تتجاوز نصف ساعة أو أكثر، كما تعرف الفترة الصباحية وبالتحديد صعوبات كبيرة في التنقل، نظرا لازدياد الطلب على تلك السيارات، الأمر الذي يترتب عنه حالة من الاكتظاظ والفوضى تؤدي في معظم الأحيان إلى نشوب الشجارات سيما في هذا الشهر الفضيل عرفت أزمة النقل ذروتها. وفي هذا الصدد، صرّح أحد المواطنين، أن هذا الوضع قد خلق لهم العديد من المشاكل وعلى رأسها التزاحم وانتشار العديد من المشادات الكلامية، فيما بين الركاب وبين أصحاب تلك السيارات الذين في معظم الأحيان يركنون سياراتهم ونحن ننتظر تحت الحرارة الشديدة شفقة منهم لنقلنا وهذا بسبب ملاسنات كلامية بينهم وبين بعض الركاب الذين ينتفضون في وجوه هؤلاء بسبب تماطلهم. وأمام هذه الظروف المأساوية أكد العديد من قاطني الحي أنهم يضطرون لاستقالة سيارات الكلوندستان لتفادي كل تلك المناوشات والوصول في الوقت المحدد، مضيفين أن ذلك قد استنزف جيوبهم، وضاعف من حجم معاناتهم منددين بالحالة المزرية التي يواجهونها على مدار السنة دون التفاتة تذكر من طرف السلطات الوصية. ونظرا لأزمة النقل التي تضرب بضلالها على المنطقة، وجد سائقو الكلوندستان الظروف المساعدة لتوسيع نشاطهم وتحقيق الربح السريع أمام انعدام حافلات نقل المسافرين وقلة سيارات الأجرة التي تعد على الأصابع الناشطة بهذا الحي. وفي سياق ذاته أكد المواطنون أنهم يعانون بشدة ويتنقلون في ظروف غير لائقة أثرت وانعكست بالسلب عليهم، حيث حدثنا هؤلاء عن تأخراتهم المتكررة عن مناصب العمل، الأمر الذي فرض عليهم التوجه قبل مواعيد العمل والدراسة بساعات لتفادي التأخير، وفي هذا الشأن يناشد قاطنو حي سيد الكبير بلدية رايس حميدو السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية النقل لولاية الجزائر التدخل العاجل لفك الخناق والأزمة على المواطنين من خلال توفير حافلات نقل المسافرين أو على الأقل توفير حافلات النقل الجماعي وعلى حد تعبير أحد المواطنين أنهم يعيشون في عزلة بسبب وسائل النقل خاصة في الفترة المسائية والليلية.