لم تجد العائلات متنفسا خلال السهرات الرمضانية إلا بإقبالها على الشواطئ والمنتزهات العائلية بغرض تعويض التعب ونار العطش التي تشهدها ساعات اليوم بالنسمات الليلية المتميزة والمنعشة، ويعتبر مركب الكيتاني بباب الوادي من بين تلك الأماكن التي تستقطب العائلات من كل حدب وصوب في ظل الظروف التي تميزه والتي تضمن راحة الزائرين بحيث يجمع بين نسمات البحر وحيوية المحال التي توفر كل شيء للزائرين من شواء ومحلّيات ومكسرات من دون أن ننسى ألعاب الأطفال بأنوارها المتلألئة والتي سخرت خصيصا للأطفال والتي زادت من الأجواء المتميزة التي تعيشها تلك الناحية الواقعة بقلب العاصمة. بحيث يستقبل المركب آلاف الزائرين خلال السهرات الرمضانية مثلما عهد عليه في كل سنة، ويكون زائروه من نواحي متفرقة يجتمع كلهم هناك لعيش تلك الأجواء البهيجة حتى منهم من أجمع على استنشاق رائحة رمضان بذات المركب الذي يضمن أجواء لا مثيل لها، بحيث تظهر تلك الأنوار المتلألئة المنطلقة من الألعاب والتي يزيدها ركوب الأطفال رونقا وبهاء، كما ظهرت أنواع المثلجات التي يتلذذ بها الصائمون وتنسيهم تعب وعطش ساعات الصيام. اقتربنا من ذات المركب مع نهاية الأسبوع الأول من رمضان وعشنا تلك الأجواء مع العائلات والتي أجمعت كلها أن المكان هو عائلي مائة بالمائة لاسيما مع توفر الأمن وكل ظروف الراحة، ضف إلى ذلك أنه يقع قبالة البحر مما يتيح الفرصة للراحة وضمان الاستجمام ونسيان تعب يوم كامل من الصيام ما وضحته إحدى السيدات التي كانت برفقة أبنائها وهي من باب الوادي، إذ عبرت بالقول أن المركب يحتضن الزوار خلال رمضان من كل مكان وحتى من خارج العاصمة بالنظر إلى الأجواء التي تميزه وكذا وسائل الراحة هناك، إذ فضلت أن تمضي سهرتها مع أبنائها في المركب من أجل استمتاعهم بتلك الألعاب وكذا تذوق المثلجات وبعض المكسرات التي توفرها الطاولات على مستوى المركب. وكان المركب أيضا قبلة المغتربين، إذ التقينا بعائلة وفدت من كندا واختارت تمضية يوم بمركب الكيتاني، بحيث قال الزوج إن رمضان في الجزائر له نكهة وطعم مختلفين عن رمضان في بلاد الغرب، وأوضح أنه لم يقض رمضان مع عائلته منذ سنوات واختار أن يكون رمضان لهذه السنة وسط العائلة والأحباب بالنظر إلى الشوق الكبير والحنين إلى الوطن، وأضاف أن الأجواء رائعة بذات المركب تبين النكهة الخاصة لرمضان في الجزائر بين أبناء الوطن، وتركناه وهو يهم باقتناء تذاكر الألعاب لطفليه فيما بدت زوجته جد مرتاحة ومبتهجة بتلك الأجواء. اقتربنا من محل لبيع المثلجات فقال إن الأجواء ليست بالجديدة على مركب الكيتاني بحيث تطغى عليه نفس الأجواء في كل سنة وتتضاعف وتيرة عملهم خلال رمضان لضمان راحة الزوار وتوفير بعض الخدمات لهم، وتستمر الأجواء إلى غاية ساعات الفجر وهكذا هو الحال إلى غاية انتهاء شهر رمضان. وقد عبر كل الزوار عن راحتهم لاسيما مع توفر الأمن وكافة الظروف المريحة وبدوا مبتهجين بتلك الأجواء برفقة أطفالهم.