أدهش الطابور الكبير الذي شكّلته أعداد السيارات بشارع ديدوش مراد بوسط العاصمة المارة والسكان القريبين من الشارع، لأن الطوابير انقضت مع اقتناء المواطنين لملابس العيد، لكن أصحاب السيارات لم يكونوا سوى زبائن الحانات المنتشرة بالشارع· ورغم أن المانع الديني الذي يحرّم الخمر على شاربها وتسعة ممن يدورون في فلكه لا يستثني شهرا من شهور السنة هجرية كانت أو ميلادية، أو فترة محددة زمنيا، إلا أن حُرمة شهر رمضان والمكانة التي يحتلها في نفوس المسلمين استثنت هذا الشهر من أجندتها، وجعلته شهرا للصوم عن كافة المحرّمات حتى ولو كانت كأس خمر· صاحب حانة تقع بشارع خليفة بوخالفة بالعاصمة أوضح أن التحضيرات للعودة إلى النشاط تبدأ عادة منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث يتم التزود بما تحتاجه الحانة من مختلف المشروبات الروحية، بعد أن تستغل باقي أيام شهر رمضان لإجراء ترميمات وأعمال الصيانة ما دامت الحانة لا تشتغل خلال هذا الشهر· وهي فرصة ذهبية تمكّن صاحب الحانة من إجراء الأشغال التي يريدها لتحسين وجه محله دون أن يؤثر ذلك في نشاطه التجاري، ما دام شهر رمضان يفرض عليه توقيف نشاطه وإغلاق الحانة· أما عن الأيام التي تلي هذا الشهر مباشرة فوصفها صاحب نفس الحانة بكونها فرصة ذهبية لجني أكبر قدر من الأرباح، ولا يضاهيها في المداخيل المالية الهامة التي تدرّها على أصحابها إلا فترة رأس السنة الميلادية· وحسب صاحب حانة أخرى تحوّلت في فترة ومنية قليلة لم تتعد سويعات قليلة من النقيض الى النقيض، حيث تحول المكان الذي كان رمزا للتضامن خلال شهر الغفران بعد أن خصصت الحانة لتكون مطعما للرحمة يسهر العاملون بها على توفير وجبات غذائية للصائمين من عابري السبيل والمحتاجين، إلى مهنتها الأصلية المتمثلة في توزيع المشروبات الروحية المحرمة شرعا، حيث حطم زبائن هذه الحانة رقما قياسيا في الاستهلاك أدى بصاحبها الى إغلاق محله قبل الوقت المحدد بساعات بسبب نفاد ما اقتناه من زجاجات خمر·