شهد الحرمان الشريفان في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة اللّيلة الماضية توافد ما لا يقلّ عن مليوني مصلٍّ ومعتمر لأداء صلاتي التراويح والقيام في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك. من جهتها، أنهت الجهات الحكومية الخدمية والأمنية ذات العلاقة بخدمة المعتمرين في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة استعداداتها للتسهيل على المصلّين. وكانت الرئاسة العامّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أتمّت استعداداتها للّيلة 27 من شهر رمضان المبارك وختم القرآن الكريم بالمسجد الحرام. وقال قائد القوّة الخاصّة لأمن المسجد الحرام اللّواء يحيى الزهراني لقناة (العربية) إن (جميع الجهات الأمنية داخل وخارج الحرم المكّي كانت على أهبة الاستعداد بالتعاون مع جميع الجهات مثل الشؤون الصحّية والهلال الأحمر والدفاع المدني). وتوقّع اللّواء الزهراني كثافة للمعتمرين والمصلّين في ليلة 29 أيضا، ولمواجهة الكثافة طالب المصلّين بالتعاون مع قوّات الأمن في جميع المحاور المؤدّية إلى الحرم بالاتجاه إلى الساحات الشمالية من التوسعة، حيث تتوافر فيها جميع الإمكانات. من جانب آخر، ورغم الإجراءات الإسرائيلية المشدّدة توافد مئات آلاف الفلسطينيين منذ صباح الأحد إلى المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلّة لإحياء ليلة القدر. وإضافة إلى المعابر الرئيسية المؤدّية إلى القدس، والتي يسمح من خلالها بعبور الفلسطينيين وفق شروط معيّنة، استغلّ الآلاف طرق التهريب والفتحات في الجدار الإسرائيلي العازل المحيط بالمدينة للوصول إلى الأقصى. وقالت (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث) في سلسلة بيانات إن آلاف الفلسطينيين بدأوا يتوافدون إلى المسجد الأقصى المبارك منذ صباح يوم 26 رمضان بهدف إحياء ليلة القدر فيه. وأكّدت المؤسسة أن المسجد شهد اللّيلة الماضة وجودا غير مسبوق منذ سنين، مقدّرة عدد الذين وصلوا إلى المسجد بنحو أربعمائة ألف مصلٍّ وفدوا من القدس والداخل الفلسطيني والضفّة الغربية. وقدّرت المؤسسة عدد الصائمين الذين وفدوا إلى الأقصى حتى صلاة المغرب ثمّ تناولوا وجبة الإفطار بنحو 220 ألف صائم، موضّحة أن مؤسسات عدّة قامت بتوزيع عشرات آلاف وجبات الإفطار والسحور. وتفرض قوّات الاحتلال على الرّجال ممّن تتراوح أعمارهم بين 35 و40 عاما الحصول على تصاريح خاصّة لدخول القدس، فيما يخضع السكّان الفلسطينيون لإجراءات تفتيش مشدّدة على معابر الاحتلال.