أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن الجمال العربية قد تكون وراء انتقال فيروس كورونا القاتل وانتشاره تحديدًا في منطقة الشرق الأوسط. أشار موقع (بي بي سي) البريطاني أن التجارب التي أجراها فريق باحثين دولي أظهرت أن فيروس كورونا، أو فيروساً مشابهاً له إلى حد كبير، يتناقل بين الحيوانات، ما يفتح المجال أمام انتقال العدوى إلى البشر. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الجمال العربية قد تكون سبباً في إصابة البشر في الشرق الأوسط بفيروس (ميرز) الغامض. لكن العلماء قالوا إنهم ما زالوا بحاجة لمزيد من البحوث قبل تأكيد النتائج التي توصلوا إليها. وتوصل فريق بحث دولي من العلماء إلى هذه النتيجة بناء على دراسة أُجريت في المعهد القومي للصحة العامة والبيئة في هولندا، تحت إشراف شانتال رويسكن. وخلصت الفحوص المخبرية إلى اكتشاف هذا الفيروس في عينات دم للجمال في دولة عمان. ومنذ رصد الفيروس للمرة الأولى في شهر (سبتمبر) الماضي، ظهرت 94 حالة إصابة توفي منها 46 شخصاً جراء فيروس (ميرز) أو ما يعرف ب (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية). وفي دراسة أولية، وجد خبراء أوروبيون آثاراً لأجسام مضادة لفيروس (ميرز) لدى الجمال وحيدة السنم، لكن من دون العثور على الفيروس نفسه، مما يعني أن الجمال أصيبت في مرحلة ما بالفيروس، أو بفيروس مشابه، قبل أن تقاوم وتتخلص من العدوى. وعثر على الأجسام المضادة في جميع عينات دماء الجمال التي أخذت من عمان ويبلغ عددها 50 جملاً، مقابل 15 من أصل 105 جمال إسبانية. وأجريت فحوصات على حيوانات من إسبانياوهولندا وتشيلي لمقارنتها بجمال عمان. ولم يعثر على أجسام (ميرز) المضادة في الفحوصات التي أجريت على الأبقار والأغنام والماعز. ويقول ماريون كوبمانس، رئيس قسم الفيروسات في معهد هولندا الوطني للصحة العامة والبيئة، كبير مؤلفي الدراسة، إن (العثور على فيروس ميرز مثل العثور على إبرة في كوم قش. لكن العثور على الأجسام المضادة يعطيك على الأقل إشارة للمكان الذي ينبغي أن تبحث فيه). وتوقع كوبمانس أن تأتي النتائج مشابهة في بقية تجمعات الجمال الأخرى من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، مضيفاً: (لا يسعنا القول إن هذا يثبت أن الجمال حاملة لفيروس ميرز، لكنه يظهر أن أمراً ما يدور لدى الجمال وربما يكون متصلاً بالبشر). من جهته، قال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل إن العلماء يبحثون عن الخطوة الأخرى التي تؤدي إلى انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر. وأضاف: (حتى لو أننا نعرف مكان الفيروس، فإننا لا نعرف على وجه الدقة كيفية انتقاله إلى البشر. هذا جزء آخر من الأحجية، لكن لا تزال هناك ثغرات كثيرة ينبغي ملؤها).