بسبب عجز يخص تدريس بعض المواد أساتذة فوق الستّين محرومون من التقاعد! "الإينباف" ينتقد الجدول الزّمني الجديد لتلاميذ المتوسط قرّر وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد ولمواجهة العجز في تدريس بعض المواد في بعض المناطق (حرمان) المعلّمين والأساتذة الذين وصلوا إلى سنّ 60 سنة من الإحالة على التقاعد، ليحلّ بذلك أحد المشاكل التي كانت تعترض الموسم الدراسي 2013/2014، والتي كانت النقابات متخوّفة من تطبيقه لما له من تأثير على الخبرات المهنية ومستقبل التلاميذ، غير أنه لحد الساعة لم تتراجع الوزارة عن قرار تقليص الحجم الساعي لتلاميذ الطور المتوسط، والذي ما يزال يلقى انتقادات واسعة من طرف نقابة (الإينباف). كشف أمس عبد اللطيف بابا أحمد أن الوزارة اتّخذت جملة التدابير لتفادي نقص المعلّمين، خاصّة في بعض المواد عبر التراب الوطني من خلال منع الذين بلغوا سنّ ال 60 أو تجاوزوها بقليل من الإحالة على التقاعد بعد أن يقدّم مدير المدارس الذين في حاجة إليهم طلب استثناء لإبقاء المعلّمين في بعض الشعب في الولايات التي لا يمكن استخلافهم فيها. واعترف الوزير مجدّدا بوجود اكتظاظ على مستوى الأقسام الدراسية في بعض مناطق الوطن، مستدلاّ بالجزائر العاصمة بمديريتيها (شرق وغرب)، موضّحا أن هذا الاكتظاظ راجع إلى بناء أحياء جديدة بضواحي العاصمة، سيّما بباب الزوار وبئر توتة. وفيما يتعلّق بالتأطير أكّد الوزير أنه تمّ توفير 12.500 منصب مالي لفائدة خرّيجي الجامعات مقابل 2.850 لخرّيجي المدارس الوطنية العليا، كما تمّ تجهيز 2.251 مؤسسة تربوية بمخابر للإعلام الآلي و770 ثانوية بمخابر علمية، وهذا يمثّل كما قال (إسهاما هامّا في تحسين نوعية التعليم). وفيما يخص المنشور الوزاري رقم 23 المؤرّخ في 30 جوان 2013 الخاص بتقليص الحجم الساعي لتلاميذ المتوسط فلا يزال يلقى انتقادا كبيرا من نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإينباف) الذي يصرّ على أنه سوف يعرقل مهام الأساتذة والمستشارين، فضلا عن أن تقليص ساعات التدريس في عدّة مواد وتحويل ساعات استدراكية إلى أعمال موجّهة غير كافية لمعالجة أنشطة الأسبوع، ناهيك عن تضييع الوقت بسبب تنقّل التلاميذ من قسم إلى آخر، ممّا قد يحوّل المؤسسة إلى فوضى بسبب ما يفرضه القرار من التنقّل الدائم للتلاميذ من قسم إلى آخر، والذي قد يشكّل إرهاقا للمساعدين وغيره من المشاكل. كما أوضح مسعود عمرواي المكلّف بالاعلام أن حذف حصّة الاستدراك وإدراج حصّة الأعمال الموجّهة التي ستشمل المواد الأساسية (رياضيات، لغة عربية، فرنسية، إنجليزية) مع تقسيم كلّ قسم إلى فوجين أثناء هذه الحصّة التي تدوم 30 دقيقة فقط، وهي مدّة قصيرة جدّا وغير كافية لمعالجة أنشطة الأسبوع، كما سيؤدّي هذا الإجراء إلى مضاعفة العمل بالنّسبة لمستشاري ومساعدي التربية، فبعد أن كانوا يقومون بحركتين خفيفتين وواحدة كبرى يجدون أنفسهم في حركة دائمة، أي كلّما حان موعد هذه الحصّة في كلّ المواد الأساسية، ممّا يؤثّر على أدائهم نتيجة الإرهاق. كما سجّل الاتحاد تقليص ساعة في مادة اللّغة العربية بالنّسبة للسنتين 1 و3 متوسط، وتقليص نصف ساعة في مادة اللّغة الإنجليزية بالنّسبة للسنتين 1 و2 متوسطة، إضافة ساعة في مادة اللّغة الإنجليزية بالنّسبة للسنتين 3 و4 متوسط، إضافة ساعة في مادة الرياضيات بالنّسبة للسنة 4 متوسط. وبالرغم من التغيير الحاصل يبقى الحجم الساعي للأستاذ على حاله دون أيّ تقليص، ممّا يحتاج إلى إعادة النّظر لخلق توازن بين البرنامج الدراسي للتلاميذ والحجم الساعي للأستاذ لبلوغ تحصيل جيّد.