لم يتضمّن مشروع قانون المالية 2014 الذي صادق عليه مجلس الوزراء يوم الأحد الفارط أيّ زيادات جديدة في الرّسوم الضريبية وذلك يندرج في إطار الاستمرارية في المسعى الحكومي الرّامي إلى تشجيع الاستثمار المنتج والتحكّم في الاستيراد وتحسين نوعية الخدمة العمومية، وبدا من خلال المشروع واضحا حرص الحكومة على تقليل النفقات بالنّظر إلى التذبذب الذي تشهده الأسواق النفطية. أشارت وزارة المالية في هذا الصدد إلى أن ترشيد النفقات العمومية، لا سيّما من خلال التحكّم في نفقات التسيير وإعادة هيكلة تمويل المشاريع حسب مستوى تقدّمها والإمكانيات المالية المتوفّرة يعدّان التوجّهين الرئيسيين لهذا النص الذي يكرّس الجزء الأخير من البرنامج الخماسي (2010-2014). كما تتضمّن المواد ال 90 من مشروع قانون المالية 2014 أحكاما ترمي في مجملها إلى ترقية الانتاج الوطني وتخفيض الواردات والتقليص من الأعباء الجبائية وتسهيل الحصول على السكن وتشجيع الاستثمار بولايات الجنوب. ومن الواضح أن تذبذب أسعار النفط يلقي بظلاله على الاستراتيجية الجديدة للحكومة القائمة على تقليل الإنفاق قدر الإمكان. في سياق متّصل بأسعار النفط ارتفعت أسعار خام (برنت) فوق 109 دولارات للبرميل يوم الجمعة بعد أن طغت عاصفة استوائية حدت من الإنتاج في خليج المكسيك على المخاوف من التوقف الطويل لكثير من أنشطة الحكومة الأمريكية. ووصل الإغلاق الجزئي للحكومة الناجم عن خلاف حول إنفاق الدولة إلى يومه الرابع، ويُتوقع أن يؤثّر سلبا في الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. غير أن أسعار النفط لاقت دعماً بعد أن أوقفت بعض شركات الطاقة إنتاج النفط في خليج المكسيك استعداداً للعاصفة الاستوائية (كارين) ومن بينها (إكسون) و(بي اتش بي بيليتون). وارتفعت عقود (برنت) 45 سنتا إلى 109.45 دولار للبرميل بعد تسويتها منخفضة 19 سنتا في الجلسة السابقة. وزادت عقود النفط الأميركي 44 سنتاً إلى 103.75 دولار للبرميل بعد انخفاضها 79 سنتاً عند التسوية أوّل من أمس. إلى ذلك، أعلن النّاطق باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أن متوسط صادرات العراق من النفط الخام بلغ 2.07 مليون برميل يومياً في سبتمبر، وهو أدنى مستوى هذا العام، ولفت إلى أن التباطؤ يرجع إلى أعمال صيانة وتوسعة في مرافئ التصدير الجنوبية. وبلغ متوسط صادرات النفط العراقي 2.579 مليون برميل يومياً في أوت، وشدّد على أن بلده تتوقع زيادة كبيرة في الصادرات في أكتوبر تعوضها عن الشحنات التي خسرتها في أيلول بسبب أعمال الصيانة في المرافئ الجنوبية، وأشار إلى أن طاقة التصدير سترتفع من مرافئ البصرة إلى أكثر من 4.5 مليون برميل يومياً بعد انتهاء عملية التوسعة. ويُتوقّع استكمال هذه الأعمال هذا الشهر. وبلغ متوسط سعر بيع برميل الخام العراقي نحو 104 دولارات في سبتمبر. ومن بين 2.07 مليون برميل صدرها العراق يومياً في أيلول جرى شحن 1.821 مليون برميل يومياً من البصرة وضخ 244 ألف برميل يومياً عبر خط أنابيب يمتد من حقول نفط كركوك في شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي فضلاً عن خمسة آلاف برميل تنقل يومياً إلى الأردن بالشاحنات. كذلك أكّد مسؤول نفطي أن جنوب السودان يعتزم تدشين أول مصفاة نفطية صغيرة في ديسمبر المقبل لإنتاج الديزل في وقت يسعى إلى تقليص اعتماده على واردات المنتجات البترولية. وفي أوّل خطوة نحو إنهاء الاعتماد على الخارج وقع جنوب السودان اتفاقاً مع شركة روسية العام الماضي لإنشاء مصفاة صغيرة بطاقة لا تقل عن خمسة آلاف برميل يومياً في بانتيو بولاية الوحدة. وأشار العضو المنتدب لدى (شركة النيل للبترول) بول أدونج إلى أن العمل في مصفاة بانتيو تأخر بسبب صعوبات في إدخال المعدات اللازمة إلى بلد تقل فيه الطرق الممهدة ولكنه في تقدّم مستمرّ.