توفي في إسرائيل أكبر الحاخامات الشرقيين والزعيم الرّوحي لحزب المتديّنين الأصوليين (شاس) عوفاديا يوسف (93 عاما) والمعروف بمعاداته للعرب والمسلمين. الحاخام دفن مساء أوّل أمس بمشاركة جماهيرية ورسمية واسعة في القدس المحتلّة، ورثاه الرئيس الصهيوني شمعون بيريز ناعتا إيّاه بالصديق والمعلّم، وقال إنه عندما صافحه مودّعا شعر وكأنه (يصافح التاريخ)، وعندما قبّل جبهته (كأنني قبّلت إسرائيل). ويعدّ يوسف أحد الشخصيات الدينية الأكثر تأثيرا في إسرائيل ويتمتّع بتقدير الإسرائيليين، وهو حائز على جائزة إسرائيل في العام 1970 في (الأدب التوراتي)، انعكست توجّهاته البراغماتية في موقفه من الصراع مع الفلسطينيين فأفتى بجواز (تسليم مناطق من البلاد مقابل سلام حقيقي، وبعكس حاخامات شرقيين وغربيين أبدى تأييده لاتّفاقية (أوسلو) عام 1993 معلّلا ذلك بأفضلية الإنسان وحقن الدماء على الأرض، لكنه بعد اغتيال إسحاق رابين في نوفمبر 1994 وتصاعد قوة اليمين غيّر موقفه ومن وقتها ثابر عوفاديا يوسف على توجيه الحزب الذي أسسه (شاس) للتحالف مع قوى اليمين عند تشكيل معظم الحكومات الإسرائيلية، كما ثابر في إصدار فتاوى ومواقف متشدّدة ضد العرب والفلسطينيين والمسلمين، أبرزها نعتهم بالأفاعي والثعابين، داعيا إلى عدم الثقة بهم. وفي واحد من تصريحاته قال عوفاديا في ماي 2000 (إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا) ووصفهم بأنهم (أسوأ من الأفاعي السامّة). وفي جويلية 2001 دعا يوسف إلى (إبادة العرب بالصواريخ) وتمنّى (محوهم من على وجه البسيطة)، وفي أوت 2004 قال في خطبة إن (قتل المسلم مثل قتل الدودة أو الثعبان). وعاد الحاخام يوسف إلى عناوين الصحف في 2012 يوم وصف المسلمين في خطبته الأسبوعية بأنهم (حمقى وأغبياء ودينهم يثير الاشمئزاز) بسبب بعض تعاليمهم الدينية. بالمقابل، رفض عوفاديا يوسف التوقيع على فتوى عنصرية لمجموعة حاخامات في 2010 حرّموا فيها تأجير الشقق للعرب، وأشار إلى مخاطرها على اليهود في العالم.