وقع 50 حاخاما من مختلف المدن والبلدات في إسرائيل على "فتوى" دينية عنصرية تحظر على اليهود الإسرائيليين بيع أو تأجير بيوت وأراضي لمواطنين عرب، وذلك استمرارا للفتوى التي أصدرها حاخام مدينة صفد شموئيل إلياهو وأيدها الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس الثلاثاء أن مجموعة من نشطاء التيار الصهيوني – القومي – الديني يعملون في هذه الأثناء على جمع تواقيع عدد كبير من الحاخامات لإصدار "فتوى" مشابهة تمنع تأجير وبيع بيوت وأراضي للعرب. وعبر الحاخامات في "الفتوى" التي جاءت على شكل عريضة عن تأييدهم لحاخام صفد الذي تعرض لانتقادات منظمات حقوقية إسرائيلية طالبت بمحاكمته واتخاذ إجراءات ضده بعد إصدار فتوى تدعو إلى عدم تأجير بيوت للعرب في صفد الذين بغالبيتهم العظمى يدرسون في الكلية الأكاديمية في المدينة. ويهدف الحاخامات من إصدار "الفتوى"، ومعظمهم حاخامات مدن في إسرائيل ويحصلون على رواتبهم من خزينة الدولة، إلى القول للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين إن الحديث "يدور عن موقف مبدئي نابع من الشريعة اليهودية" ولذلك فإنه لا يمكن استخدام وسائل قانونية وقضائية جنائية ضد حاخام يدعو إلى عدم تأجير عقارات للعرب أو لغير اليهود. وتضمنت "الفتوى" اقتباسات من مصادر الشريعة اليهودية ودعت إلى التعامل مع أي يهودي يؤجر أو يبيع عقارات للعرب بأنه منبوذ. واعتبر الحاخامات في "الفتوى" أن تأجير أو بيع بيوت سيؤدي إلى "تكفير" الكثيرين من خلال زواج مختلط وأن كل شيء مرتبط بعنق البائعين الذين "يلحقون أذى بالغاً بجيرانهم، لأن نمط حياتهم (أي العرب) مختلفٌ عن اليهود وبينهم من يضمرون الشر لنا إلى حد تشكيل خطر على النفوس". وكان حاخام صفد قد عقد اجتماعا طارئا في المدينة قبل شهر دعا إليه حاخامات من مدن أخرى للبحث في "الحرب الصامتة – نحارب الاختلاط بين اليهود والعرب في مدينة صفد المقدسة" وشارك في الاجتماع قرابة 400 شخص. وقال حاخام صفد أن مصدر المشكلة هي الكلية الأكاديمية في المدينة التي معظم طلابها من العرب. وكان بين المتحدثين في الاجتماع الناشط اليميني المتطرف والمستوطن في الخليل باروخ مارزل ومندوب منظمة "منع الاختلاط في الأرض المقدسة". وهددت مجموعة من اليمين المتطرف في صفد أحد سكان المدينة بحرق بيته لأنه أجره لثلاثة طلاب عرب. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس الثلاثاء أن عضو الكنيست أحمد الطيبي عقب على هذه الرسالة، داعيا إلى تقديم هؤلاء الحاخامات للمحاكمة بتهمة التحريض على العنصرية. وقال الطيبي إنه تتم تنحية رجال دين مسلمين بسبب قيامهم بأفعال تقلُّ بكثير من ناحية خطورتها عن فعلة الحاخامات. وأضافت الإذاعة إن رئيس كتلة ميرتس إيلان جلؤون دعا المستشار القانوني للحكومة ورئيس ديوان الخدمة المدنية إلى الشروع في إجراءات لتنحية الحاخامات من مناصبهم.