نفّذ الطيران الحربي السوري أمس غارات جوية على منطقة جنوب شرق دمشق كان مقاتلو المعارضة تمكّنوا من السيطرة على موقع استراتيجي للقوات النّظامية فيها خلال اليومين الماضيين، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. قال المرصد في بريد إلكتروني: (نفّذ الطيران الحربي صباح الاثنين أربع غارات على أطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو الذي سيطر عليه مقاتلون من ألوية الحبيب المصطفى وكتائب شباب الهدى وجبهة النصرة يوم الأحد). وكان انتحاري من جبهة النصرة فجّر نفسه في سيّارة السبت الماضي في حاجز تاميكو للقوات النّظامية الواقع بين المليحة ومدينة جرمانا القريبة. وتلت ذلك اشتباكات عنيفة، وقتل في الانفجار والمعارك 16 عنصرا من قوات النّظام، كما قتل في الاشتباكات 15 مقاتلا. وتمكّن مقاتلو المعارضة من إحكام سيطرتهم على الحاجز، ثمّ سيطروا على معمل تاميكو للأدوية الذي كان عبارة عن موقع عسكري مهم. ومن شأن الاستيلاء على الحاجز والمنطقة المحيطة أن يجعل مدينة جرمانا، أحد أماكن ثقل النّظام، (مكشوفة) أمام مقاتلي المعارضة. ومن جهة ثانية، أفاد المرصد عن تعرض مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غرب العاصمة لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات على أطرافها بين (الكتائب المقاتلة والقوات النظامية). ويستمرّ التصعيد العسكري في مناطق عدة في سوريا حيث قتل خلال ثلاثين شهرا أكثر من 115 ألف شخص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. 130 أسيرة في سجون سوريا سقطن من المبادرة القطرية في موضوع آخر، يحتفل أهالي المعتقلين اللبنانيين التسعة والطيّارين التركيين برجوعهم إلى عائلاتهم سالمين، في حين لا يزال أهالي المعتقلات السوريات يترقبون خبر الإفراج عنهن. سعادة، أغاني وأهازيج، اعتلت وجوه الأهالي والمعتقلين بعد ساعات من إتمام المسلسل اللبناني- التركي، الذي رعته وحسمته قطر وسوقت له وسائل إعلام عربية وعالمية. مع تعدد الأطراف المعنية بإتمام الصفقة، وكثرة المباركين للدور القطري ضاع خلف صخب الاحتفالات مصير المئات من المعتقلات السوريات اللواتي كن من المفترض جزءاً أساسيا من الصفقة. ومع غياب أي تصريحات رسمية تداولت وسائل الإعلام أخبارا متباينة تعددت الأسباب والضحية الكبرى تبقى المعتقلات وأهاليهن. لدى النّظام السوري أكثر من 4000 معتقلة أبرزهن المدونة طل الملوحي التي احتجزت قبل الثورة بنحو عامين على خلفية نشر آراء سياسية اعتبرت مسيئة للنظام السوري، ويدا كنعان، احتجزت في جوان الماضي عند حاجز في المليحة، وتعاني المعتقلة علا حميدي من مرض السكري منذ اعتقالها في أكتوبر من العام الماضي، بالإضافة إلى سوسن عبار وأختها غادة عبار الناشطتين في مجال حقوق الإنسان. فاتن رجب معتقلة منذ عامين، بعض المعلومات تفيد أنها تعرضت لتعذيب قاس أدى إلى إصابتها بنوبات من الصرع. هؤلاء إلى جانب أكثر من 100 أخريات لم تتضمنهن الصفقة القطرية اللبنانية التركية إلى الآن. رغم نجاح المبادرة القطرية في طي ملف معتقلي أعزاز اللبنانيين إلا أنها فشلت بتحرير المعتقلات السوريات، وبين النجاح والفشل، أطراف في المبادرة حركتها مصالحها وأهدافها، وكل حقق بعض النجاح له. وحسب ما قال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن موضوع تضمن الصفقة للمعتقلات السوريات هو أمر أكيد، ذك أن النّظام اعترف وللمرة الأولى بوجود معتقلات في سجونه، بعد أن كان ينكر ذلك دائماً. وأضاف أن الشكوك في التزام النّظام بالاتفاق كثيرة، فليست المرة الأولى التي لا يلتزم فيها النظام باتفاقاته. ودارت الكثير من الإشاعات والأقاويل حول خروج طائرة من مطار دمشق باتجاه تركيا، وكثيرون قالو إن الطائرة التي كان من المفترض أن تقل المعتقلات لم تخرج من دمشق. ويقول الصحفي اللبناني أمين قمورية إن الصحافة اللبنانية أكدت أن طائرة انطلقت فعلا من دمشق إلى تركيا، ولكن لا توجد تفاصيل عن الموضوع بعد.