أظهرت أمس الأوّل محاكمة عدد من المتورّطين في العلاقة مع ما يسمّى ب (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) أمام جنايات بومرداس أن المتّهمين الموقوفين كانوا ينشطون ضمن الجماعات المسلّحة، حيث كان يعمد المتّهم الرئيسي في القضية والمدعو (أسعد العلي) الذي يعدّ مسيّر تنظيم المسمّى ب (أنصار الشام) النّاشط في سوريا، إلى تجنيد الشباب الجزائري من أجل ما يسمّى بالجهاد في سوريا، حيث تمّت إدانته بالمؤبد، في حين تمّت تبرئة ساحة ثمانية شباب جزائريين من تهمة إنشاء والانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة مع الإشادة بأعمال إرهابية بعد أن التمست النيابة في حقّهم 10 سنوات سجنا نافذا. وقائع القضية جاءت عقب تلقّي المصالح العسكرية معلومات تفيد بأن هناك شبكة تعمل على تجنيد عناصر الشباب الجزائريين من أجل الالتحاق بالجماعات المسلّحة المسمّاة ب (أنصار الشام) في سوريا يسيّرها المدعو (أسعد العلي) سوري الجنسية والمتواجد حاليا خارج الجزائر، وكذلك الجزائري (ع.م.أ). وكانت هذه الجماعات تجهّز نفسها للالتحاق بالجماعات الإرهابية في دولة سوريا عن طريق تركيا، أين ضبط لدى أغلبيتهم جوازات سفر بها تأشيرات دولة تركيا. وأثناء توقيف جميع عناصر الشبكة اعترف أغلبيتهم بنيتهم في الالتحاق بدولة سوريا عن طريق تركيا من أجل العمل المسلّح هناك. وعند سماع المشكوك فيهم من طرف الضبطية صرّح المدعو (ع.م.أ) بأنه تعرّف على (أسعد) خلال أكتوبر 2012 عن طريق صديق، حيث طلب منه البحث عن أشخاص لهم الرّغبة في السفر إلى سوريا للالتحاق بالجماعات المسلّحة، على أن يتكفّل باستقبالهم في تركيا من أجل تسهيل عملية دخولهم إلى سوريا. وقد عرض هذا الأخير الأمر على المتّهمين الثمانية الماثلين في قضية الحال المنحدرين من مناطق ولايات المسيلة، العاصمة وبومرداس، حيث وافقوا وشرعوا في استخراج الجوازات وتجهيز تذاكر سفر إلى أن تمّ توقيفهم جميعا وحجز الجوازات في منزل المتّهم (ع.م.أ) ومنه أحيلوا جميعا على وكيل جمهورية محكمة الاختصاص بتهمة إنشاء جماعة إرهابية مسلّحة في الخارج في حقّ المتّهم السوري (أسعد علي) الذي هو في حالة فرار وتهمة الإشادة وتشجيع الأفعال الإرهابية لباقي المتّهمين الذين أصرّوا على إنكار الأفعال المنسوبة إليهم أثناء محاكمتهم، وتحجّج كلّ واحد منهم بسفره إلى تركيا لغرض تجارة.