يحلّ مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، اليوم بالعاصمة السورية دمشق، في إطار جولته الإقليمية تحضيرا لمؤتمر »جنيف 2« حول تسوية النزاع، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمس، نقلا عن مصدر حكومي سوري. ذكر المصدر، أن الإبراهيمي يبدأ اليوم زيارة لدمشق للبحث في انعقاد مؤتمر جنيف، مشيرا إلى أن زيارة الإبراهيمي قد تستمر يومين يعقد خلالها لقاءات مع المسؤولين السوريين للتوصل إلى حل للأزمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد طالب الإبراهيمي، عبر مقابلة مع تلفزيون »الميادين«، تعليقا على زيارة الأخير المرتقبة هذا الأسبوع لدمشق بعدم الخروج عن إطار المهام الموكلة إليه، داعيا إياه إلى التزام الحياد، ورأى الأسد أن مهمة الإبراهيمي تقضي بأن يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض. ويرفض النظام السوري أي حوار مع المعارضة التي يتهمها بالارتباط بدول إقليمية ودولية، أو مسلحي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 31 شهرا. إلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن من أسماهم بالأوصياء الأجانب على المعارضة السورية هم الطرف المهتم بإفشال المؤتمر الدولي حول سوريا. وقال بوشكوف أمس في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إن 19 فصيلا من المعارضة السورية غير قادرة على العمل بدون مساندة من الخارج ورفضت مؤتمر جنيف، مضيفا بأن مموليها يريدون إفشاله »جنيف 2«، وكانت مجموعة من فصائل المعارضة المسلحة تطلق على نفسها ألوية صقور الشام، وتتكون من 19 كتيبة مسلحة، أعلنت رفضها المشاركة بالمؤتمر، معتبرة أن كل من سيشارك به خائن. يأتي ذلك في وقت قال فيه عضو الائتلاف الوطني المعارض عبد الباسط سيدا في تصريح لوسائل إعلام روسية، إن المعارضة السورية تعتبر الرئيس بشار الأسد مسؤولا عن الوضع الكارثي الحالي في سوريا ولا يمكنه أن يكون جزء من الحل، مؤكّدا أن الحراك الدولي بشأن سوريا ايجابي ودليل على تحسس المجتمع الدولي بأن ما يجري في سوريا لم يعد لمصلحة أحد ولا بد من أن يعالج. وبدوره، أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، وعضو »الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير المعارضة«، قدري جميل، أن مهمة مؤتمر جنيف هي منع التدخل الخارجي والتأسيس لحوار سوري سوري بإشراف دولي. وقال جميل في حديث لقناة »روسيا اليوم« أمس الأول »أتكلم من جنيف بصفتي ممثلا للمعارضة السورية الوطنية في الداخل، وهذا بحد ذاته تقدم هام، وأشار إلى أن »هناك اليوم حراكا سياسيا كبيرا والمهم الوصول الى جنيف 2«، بينما يرى أن الإبراهيمي والأمم المتحدة يتعرضان حاليا لصعوبات كبيرة، حيث وجّه جميل نداء لهما بأن لا يحبطا »لأننا اقتربنا كثيرا من إحداث الاختراق المطلوب« على حدّ تعبيره