أعلنت سبع جماعات إسلامية سورية من المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس السبت، عن اندماجها داخل جبهة واحدة تحت اسم "الجبهة الإسلامية". وجاء في البيان الذي صدر عن الجبهة أنها "جبهة عسكرية واجتماعية مستقلة تهدف إلى إسقاط نظام الأسد في سوريا وقيام دولة إسلامية مكانه". ونشر هذا البيان في أعقاب إعلان "أبو فراس"، أحد المتحدثين باسم المعارضة، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن "اندماج كامل لكبرى الفصائل العسكرية التي تقاتل في سوريا". ومن بين تلك الجماعات المسلحة التي انضمت إلى الجبهة مجموعة لواء التوحيد، كبرى مجموعات المعارضة المقاتلة في مدينة حلب، بالإضافة إلى مجموعتي أحرار الشام وجيش الإسلام السلفيتين اللتين تتمركزان حول العاصمة السورية دمشق، والجبهة الإسلامية الكردية. يذكر أن البيان يأتي بعد أيام من مقتل القائد العسكري للواء التوحيد عبد القادر صالح، الذي نقلت عنه دعواته المتكررة لتوحيد صفوف قوات المعارضة. وأكد أبو فراس على أن "الأبواب مفتوحة أمام جميع الفصائل المسلحة للانضمام للجبهة"، مشيرا إلى أن هناك لجنة تعمل على دراسة الطريقة التي تنضم بها تلك الفصائل إلى الجبهة. وأضاف أبو فراس في تصريح لوكالة أنباء فرانس برس عبر شبكة الأنترنت، قائلا: "قررنا دمج جميع المكاتب العسكرية والإعلامية والإنسانية والإدارية التابعة لتلك الفصائل داخل الجبهة خلال فترة انتقالية تستمر ثلاثة أشهر". ويأتي تشكيل الجبهة الجديدة المشتركة بعد أن أحرزت قوات الجيش السوري تقدما في بعض المناطق المهمة حول دمشق وحلب في شمال سوريا، خاصة وأن بعض المعارضين والمحللين كانوا يعزون التقدم الذي يحرزه النظام مؤخرا إلى تفكك المعارضة. فيما رحب بعض نشطاء المعارضة بالخطوة، مؤكدين على أنها لن تلقى صدى سيئا لدى نظام الأسد فحسب، بل سيكون لها تأثيرا سلبيا أيضا على جماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الجهادية، والتي وقفت في مواجهة بعض كتائب المعارضة في بعض المناطق التي تسيطر عليها. من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريح له أول أمس الجمعة، إن الدول الغربية عليها أن تقنع المعارضة السورية بالمشاركة في محادثات السلام المقترحة مع حكومة الأسد في جنيف. وأعرب بوتين عن أمله في أن ينعقد ذلك المؤتمر في أقرب وقت ممكن. وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك عقد بعد مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: "من ناحيتنا، أخذت الحكومة الروسية على عاتقها مسؤولية إقناع القيادة السورية بخوض تلك المحادثات. أما الآن فإن الدور يأتي على شركائنا لإقناع المعارضة بالمثل".