وليّ أمر الفتاة: أموت في اليوم 100 مرّة أفادت صحيفة »سبق« السعودية بأن المتورّطين في مقتل الفتاة الجزائرية »سارة الخطيب بن ويس« البالغة من العمر 14 عاما، وهما اليمنيان »عمّار« و»جلال« 23 و26 عاما ، قد صادقا على أقوالهما في المحكمة العامّة بمدينة مكّة المكرّمة في المملكة العربية السعودية. وقد جرت مصادقة اعترافات المتّهمَيْن أمام الشرطة وهيئة التحقيق والادّعاء العام على مسمع لجنة قضائية تكوَّنت من 3 قضاة للاستماع إلى أقوال واعترافات المتورّطين في القضية. وحسب ما أكّدته مصادر بالمحكمة، فإن اللّجنة القضائية تستمع دائما إلى أقوال الجناة وتصادق على اعترافاتهم التي جاءت عن قناعة ودون ضغوط، وذلك قبل أن تُحال القضية على قاض من هذه اللّجنة، والذي يقوم بدراسة الملف واستشارة القاضيين الآخرين عضوَيْ اللّجنة قبل إصدار الحُكْم الشرعي في القضية. وقد تمّت إحالة الجانيين »عمّار« و»جلال«، وهما مخالفان لنظم الإقامة، أي أنهما يقيمان بطريقة غير شرعية، من السجن الموحَّد على مركز شرطة الڤرارة، ليتمّ بعدها إحالتهما على المحكمة التي أصدرت أمرا بإيداعهما السجن العام بحي »العمرة« تمهيدا للحُكْم عليهما شرعا. وكانت مصادر صحفية سعودية قد ذكرت أن تقرير الطبّ الشرعي أكّد أن سبب الوفاة ناتج عن الصدمة العصبية التي تعرّضت لها الضحّية أثناء سقوطها من علو يزيد ارتفاعه عن 20 مترا. وقالت المصادر إن التقرير ذكر أن أثر الخوف والهلع من هول الصدمة فاقما من الآلام المبرحة التي عانت منها جرّاء تعرّضها لكسور مضاعفة في منطقة الكاحل والساق وكسرين مضاعفين في الحوض نتجا عن السقوط الكلّي على منطقة الحوض، كما أنها تعرّضت لنزيف داخلي بمنطقة الصدر ناتج عن احتشاء عضلة القلب والرّئتين عقب السقوط. ويطرح هذا التقرير العديد من التساؤلات حول أسباب الخوف والهلع إذا لم يكن الأمر متعلّقا بمحاولة النّجاة من عملية اغتصاب دنيئة. وحسب صحيفة »عكاظ« السعودية، لم تختلف اعترافات المتورّطين في القضية عمّا قالاه في محاضر التحقيق في هيئة التحقيق والادّعاء العام. حيث زعم المتّهم الرئيس »عمّار« أنه كان على علاقة بالفتاة، وتناول معها يوم الحادثة وجبة عشاء وقطع أحاديثهما دخول أحد أبناء جلدته إلى الغرفة التي كانا يتّخذانها مقرّا لمواعدتهما السرّية، إذ طلب منه تسليم الفتاة لأسرتها، إلاّ أنه طالبه بعدم الإفصاح عن مكانها. وأضاف المتّهم مدّعيا: «حصل بيني وبين زميلي شجار، وطلبت من الفتاة الهرب قبل حضور ذويها واكتشاف أمرها، إلاّ أن الفتاة فجعت ورمت بنفسها«. وحسب الصحيفة ذاتها، فإنه من المتوقّع معاقبة المتّهم الرئيس في القضية على تهمة الخلوة غير الشرعية مع الفتاة، فيما نقل المتّهمان اليمنيان إلى السجن العام في مكّة المكرّمة للتحفّظ عليهما إلى أن يتمّ النّظر في قضيتهما والحكم عليهما شرعا. من جهته، أوضح وليّ أمر الفتاة »بومدين الخطيب« في تصريح لذات الصحيفة، أنه بصدد توكيل محام من فرنسا عن طريق القنصلية الجزائرية لاستكمال مجريات التحقيقات في مكّة المكرّمة. وأضاف »الخطيب«: »إنني في حالة نفسية سيّئة جدّا، وأموت في اليوم 100 مرّة لفقدان ابنتي، وما أواجهه من بعض الصحف من نشر تصاريح مغلوطة على لساني«. وكان جثمان الفتاة »سارة« قد وري الثرى بمقبرة الشرائع بمكّة قبل أيّام قليلة، بعد أن تمّ الصلاة عليها في المسجد الحرام في فصل جديد لن يكون الأخير من فصول هذه القضية التي أثارت الكثير من الرّوايات في الشارع السعودي والجزائري بوجه خاصّ. وأدّى المصلّون في المسجد الحرام صلاة الميّت على جثمانها الذي ووري الثرى في »مقبرة الشرائع«، بعد انتهاء فريق الطبّ الشرعي من تشريح جثّتها، بينما قيل إن الأمن السعودي يعمل على استكمال التحقيقات بشأن الوافدين اليمنيين اللذين تمّ إيقافهما على ذمّة القضية تمهيدا لإحالتهما على المحكمة لإصدار الحكم الشرعي بشأنهما. وأكّد القنصل الجزائري صالح عطية أنه حتى هذا الوقت لم يطّلع على سير التحقيقات، مشيرا إلى أنه ستكون هناك متابعة مع الجهات ذات العلاقة لمعرفة ما توصّلت إليه التحقيقات مع من تمّ التحفّظ عليهم، مؤكّدا ثقته في حكومة المملكة العربية السعودية فيما تنشره من نتائج.