قضت أمس محكمة جنايات العاصمة بتحويل المدعو (س. فارس) إلى مستشفى الأمراض العقلية (فرانتز فانون) بالبليدة لتلقّي العلاج ووضعه تحت المراقبة الطبّية للتأكّد من سلامة قواه العقلية، حيث يتابع المتّهم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد التي راح ضحّيتها شقيقه بعدما وجّه له عدّة ضربات بالمطرقة أودت بحياته. وقائع الملف تعود إلى تاريخ 8 جانفي 2010، عندما تلقّت مصالح الأمن بلاغا مفاده وقوع جريمة قتل في فيلاّ ببرج الكيفان، وعندما تنقّلت إلى عين المكان تبيّن أن الضحّية فارق الحياة بعدما تلقّى ضربات بواسطة مطرقة هشّمت رأسه، وأن الجاني شقيقه صاحب (بيتزيريا)، حيث تمّ توقيفه دون أن يبدي أيّ مقاومة. المتّهم اعترف عبر جميع مراحل التحقيق بأنه فعلا أقدم على قتل الضحّية بسبب المشاكل المتكرّرة بينهما، وأنه ثأر بقتل الضحّية لحماته التي دفعها هذا الأخير إلى الانتحار، وأضاف أنه يعمل مع شقيقه في (البيتزيريا) وكان يترصّد له في الكثير من المرّات من أجل قتله، وأثناء مواجهته اعترف بضربه شقيقه بالمطرقة، وأنه لا يتذكّر عدد الضربات، وأن الدافع لارتكابه الجريمة تعرّضه ل (الحفرة) والقهر من قِبل الضحية. وتبيّن أن المتّهم كان في حالة جنون وقت ارتكاب الوقائع، وسرد على مسامع المحكمة أنه تشاجر مع أخيه الضحّية وكان في حالة قلق فضربه بمطرقة أدّت إلى وفاته كونه كان يستهزئ به ويضايقه، في حين أكّد دفاعه أنه كان يعالج عند طبيب عقلي قبل ارتكاب الوقائع، وهو ما أكّدته والدته التي طلبت من هيئة المحكمة الرّأفة بها وعدم الزجّ بالمتّهم في السجن لأنها خسرت واحدا ولا تريد خسارة الثاني. ممثّل النيابة العامّة أكّد خلال مرافعته أن الجاني اعترف بارتكابه جناية القتل العمدي إضرارا بشقيقه، وأنه كان يداوم عمله بطريقة عادية واستبعدت تقرير الخبرة والتمست في حقّه السجن المؤبّد، قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية إحالته على مستشفى الأمراض العقلية.