إنها لقطة قصيرة مدّتها أقلّ من دقيقة، لكن المتأمّل فيها قد يكرّر مشاهدتها ليتأكّد من أنها تعكس نيّة مبيّتة وقديمة لدى الزّعيم الأوحد لكوريا الشمالية كيم جونغ أون للتخلّص من تشانغ سونغ-ثايك، زوج عمّته والرجل الثاني في الدولة الشيوعية والوصي غير المعلن فيها على الحكم. نرى الدكتاتور منشرحا في اللقطة وهو يتحدّث إلى زوج عمّته في مناسبة رسمية، وما إن انتهى الحديث وتراجع سونغ-ثايك إلى الخلف حتى انقلب الانشراح إلى عكسه فجأة على وجه كيم جونغ، ثمّ رمقه بالتفاتة غنية بتهديد مكبوت ووعيد (يمهل ولا يهمل) ومن دون سبب واضح سوى تأبّطه شرّا بزوج العمّة لاقتناعه بأنه يخطّط للإطاحة به، فأرسل وراءه من تربّص به طوال أكثر من 4 أشهر، وحين حانت ساعته يوم الاثنين الماضي أمر باعتقاله وإذلاله وبعد 4 أيّام أعدموه. تاريخ اللقطة هو 27 جويلية الماضي، وهي واحدة من لقطات متنوّعة وردت في تقرير متلفز بثّته (سي.أن.أن) الأمريكية يوم الجمعة الماضي حين أعلنت كوريا الشمالية عن إعدام تشانغ سونغ-ثايك. وهناك أنباء بطعم الإشاعات تداولها كوريون جنوبيون في مواقع التواصل تشير إلى أن إعدام تشانغ سونغ-ثايك، الذي كان نائبا لرئيس لجنة الدفاع الوطني المعتبرة هيئة القرار الأكثر نفوذا في البلاد (لم يكن شنقا أو رميا بالرّصاص، بل بقذيفة هاون)، أي كإعدام أون كيم تشول، نائب وزير الجيش، في جانفي الماضي لاحتسائه المشروبات الكحولية أثناء فترة الحداد على والد الدكتاتور الحالي الذي (أراد الانتقام لأبيه فطلب أن لا يبقى منه ولا حتى شعرة)، لذلك مزّقوه بالقذيفة ودمّروه.